عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التقدم على الطريق المسدود

هذا وطن لا نملك فيه سوى الكأس الذى نشربه والهواء الذى نتنفسه ــ كما يقول الشاعر محمد الماغوط، والذى يتساءل فى حزن إن كان هناك وطن بحاجة إلى حدود، أم حدود فى حاجة إلى وطن.

ولوجه هذا الوطن المصلوب على جدران الكراهية أكتب راسما لوحة جمال فى غابة من القبح. بلا حسابات شخصية أو سياسية أقف فى الضفة المضادة للتأسلم المرذول الذى يضع الإسلام قبعة فوق الرأس، بينما  الفعل يناقض الإسلام ويرفض سماحته وحرصه على حرمة الدم، وحق الأمن.
مظاهرات تلى مظاهرات، وحرائق يومية، وخرطوش بغيض يتساقط على الأبرياء، وتعطيل للدراسة والعمل والمرور. سماء كالحة يظللها خوف أبدى ويأس وإحباط وغضب من تخريب متعمد للاقتصاد الوطنى. وصلات ردح صاخبة واتهامات تخوين وتكفير مزعجة وأكاذيب وافتراءات تبثها بثا مواقعهم ومنشوراتهم دون اى اعتبار لقانون أو عرف أو قيمة. شماتة وقحة فى شهداء الشرطة والمواطنين تجعلك تعيد  تكرار السؤال الموجع إن كان هؤلاء مصريين أو غير ذلك!
إننى أعجب لأدمغة تعتصر قدراتها لصناعة القبح، وأندهش من قلوب تصغى لنداءات الخراب دون وعى، وأسأل الله وحده العفو والعافية فى أناس باعوا الوطن لأعدائه دون مقابل . 
لو كانوا إسلاميين ما قاتلوا على الدنيا، وما بعثروا الفزع والترويع فى نفوس الناس. لو كانوا صادقين فى تدينهم لعلموا أن الملك لله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء. لو كانوا يراعون البائس والمسكين والفقير ما دفعوا الملايين من الدولارات لأعمال التخريب والدمار، ولراعوا المرضى والضعفاء والباحثين عن رزق.
لو كان الرسول زعيمهم لاتبعوا وصاياه بحفظ الدم، لو كان القرآن دستورهم ما طلبوا الإمارة ولا أعلنوا الحرب الأهلية من أجلها، ولو كان الموت فى سبيل الله هو أسمى أمانيهم ما ماتوا فى سبيل شيوخهم ورؤسائهم وكوادرهم الذين حازوا المال والشهرة والنفوذ.
لو كان وطنهم ما ساموه خوفا وفزعا واضطرابا. لو كانوا مصريين ما سكبوا دوارق الحزن على وجه مصر النقى. لو كانوا جادين فى امتلاك الشارع، وحيازة محبة الناس لعادوا إلى العمل السياسى مرة أخرى ولحشدوا حشودهم للانتخابات القادمة كما كان يفعل زعيم الأمة مصطفى النحاس، لكنهم أبوا العمل السلمى وعادوا إلى التحريض على العنف، وأطلقوا الرصاص على أى تسوية سلمية تحقق الاستقرار للوطن . ثم مضوا بعد ذلك فى طريقهم نحو استنزاف الوطن وتخريبه وتدمير موارده، فإما هم فى الحكم أو لا وطن ولا حكم ولا أمن. وكأنى بهم ماضون إلى لا شىء، وسائرون نحو المزيد من الكراهية، ومناضلون فى سبيل الشيطان، وسيعلم الذين انقلبوا لمن عقبى الدار. والله أعلم.

[email protected]