رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

في عصر الهواتف الذكية وكاميرات المراقبة، أصبح انتهاك الخصوصية أكثر سهولة وانتشارًا من أي وقت مضى. لم تعد حياة الفرد الخاصة محصنة، سواء من خلال الصحافة الإلكترونية أو حتى الصور والفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل، مما يطرح تساؤلاً هامًا: أين حدود احترام حياة الآخرين؟

الحقيقة ان الخصوصية ليست رفاهية؛ بل حق مقدس أكدته جميع الأديان السماوية، فهي تحمي كرامة الإنسان وتضمن له حياة كريمة بعيدًا عن التدخل غير المشروع. فالتجسس على الآخرين أو اختراق حياتهم الخاصة ليس مجرد تصرف غير أخلاقي، بل يعد انتهاكًا للدين والقيم الإنسانية التي تحث على الاحترام والمسؤولية.

ولا يقتصر الأمر على الدين فقط، بل يشمل أيضًا الأعراف والتقاليد الشرقية الأصيلة، التي وضعت حدودًا واضحة بين الحياة العامة والخاصة. واكيد ان أي تجاوز لهذه الحدود يُعتبر خرقًا للقيم المجتمعية ويهدد الروابط الأسرية والمجتمعية، و لا شك ان احترام الخصوصية عنصر أساسي للأخلاق والحياة الكريمة.

و مع انتشار كاميرات الهواتف المحمولة وتسهيل الوصول للمعلومات الرقمية، بات من الضروري سن قوانين صارمة تحمي الأفراد من التجسس والتعدي على حياتهم الخاصة. كما يجب تعزيز الوعي الأخلاقي لدى المستخدمين، ليصبح احترام الخصوصية جزءًا من سلوكنا اليومي، لا مجرد نص قانوني.

وفي النهاية تبقى كلمة :
الخصوصية هي حجر الأساس لحياة إنسانية متوازنة، والاعتداء عليها لا يضر الفرد وحده، بل المجتمع بأسره. 
وفي زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتتقاطع فيه الحدود بين العام والخاص، تبقى حماية الخصوصية مسؤولية الجميع: القانون، التربية، والدين، والتقاليد، للحفاظ على كرامتنا وحياتنا الخاصة من أي اختراق.