"المعالجات الدرامية للنص الأدبي" في مستهل اليوم الثالث لفعاليات "أدباء مصر"
في مستهل اليوم الثالث لانطلاق فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر، بشمال سيناء، شهدت قاعة المحاضرات بقصر ثقافة العريش انعقاد الجلسة البحثية الخامسة، التي جاءت تحت عنوان "المعالجات الدرامية للنص الأدبي في الوسائط الفنية المختلفة"، وأدارها الدكتور صلاح سلام.
تضمنت الجلسة تقديم أربعة أبحاث تناولت قضايا الإعداد والمعالجة الدرامية للنصوص الأدبية، وهي:
سينوغرافيا مسرح الستينيات من الإطارية إلى الدراما، قدمته الباحثة هبة رجب شرف الدين.
"المعالجة الدرامية للنص الأدبي"، للباحثة سارة أبوريا.
"وظائف الإعداد المسرحي المعاصر في مصر (2015–2025)"، قدمه الباحث محمد علام.
«البوسطجي من أدبية النص إلى الدراما السينمائية»، قدمه د. منير فوزي.
بداية أشار الكاتب محمد عبيد إلى أن الحديث عن وجود نقص في الإبداع الدرامي يتناقض مع واقع كثرة الجوائز وتعدد الأعمال الأدبية التي تحولت إلى أعمال درامية، مؤكدًا أن الأزمة الحقيقية تكمن في العلاقة الإشكالية بين المنتجين والنصوص الأدبية عند تحويلها إلى دراما.
فيما قدم الباحث محمد علام ورقته البحثية حول وظائف الإعداد المسرحي للنصوص الأدبية، موضحًا أن الإعداد المسرحي مر بتحولات عديدة منذ القرن العشرين، ما يستدعي تبني تصورات جديدة، خاصة في ظل لجوء المسرحيين إلى إعداد نصوص غير مسرحية لإثراء خشبة المسرح بأعمال جديدة.
وتناول علام الإشكاليات المصطلحية المرتبطة بمفاهيم مثل الإعداد المسرحي والتوليفة والمسرحة، مشددًا على ضرورة التعامل مع كل نص وفق قابليته للعرض على خشبة المسرح، مميزًا بين أدبة النص ودرمته.
كما أشار إلى أن بعض النصوص الأدبية لا تصلح بطبيعتها للعرض المسرحي لعدم تناولها قضايا إنسانية أو مجتمعية مؤثرة، وهو ما يستدعي معالجتها دراميًا لتحويلها إلى نص مسرحي قابل للتقديم.
وتطرق البحث إلى نظرة المسرحيين للمسرح القائم على الأداء، مستعرضًا محاولات المسرح الغربي خلال القرن الماضي للتحرر من هيمنة النص الأدبي، مقابل اعتماد ثقافات أخرى من بينها مصر على النصوص الأدبية المحلية في بناء تجاربها المسرحية.
وأكد علام أن الإعداد المسرحي لا يرتبط فقط بحالات الفقر النصي، بل شهد تطورًا ملحوظًا في مصر، انعكس في ظهور جوائز مسرحية وتزايد حضور الأعمال الأدبية على خشبة المسرح، رغم ما تفرضه بعض الضغوط الإنتاجية من تقليص للقضايا أو تغريب للنصوص.
واختتم الباحث ورقته بتحديد عدد من الوظائف الأساسية للمعد المسرحي عند التعامل مع نص غير مسرحي، من بينها الوظيفة الأيديولوجية، والوظيفة التفاوضية، والوظيفة الوثائقية، مؤكدًا أن نجاح الإعداد المسرحي مرهون بمدى وعي المُعد بطبيعة النص ومتطلبات العرض المسرحي.
يذكر أن مؤتمر أدباء مصر العام، قد افتتح ٢٦ ديسمبر ويستمر حتى ٢٩ ديسمبر، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان.
وتحمل دورته السابعة والثلاثون اسم الروائي الكبير محمد جبريل، بعنوان “الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل”.


















