رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

صواريخ

لا خلاف على أن مصر تمثل ركيزة الاستقرار فى الشرق الأوسط.. ولا خلاف أيضًا على أن هذه المنطقة تواجه صراعًا محمومًا يهدد بتفكيكها إلى دويلات تحكمها عصابات مسلحة ومرتزقة تعمل لحساب قوى إقليمية ودولية، هدفها استغلال الثروات والسيطرة على الممرات والمعابر الدولية فى المنطقة، ويأتى استعار الحرب فى السودان كاشفًا بجلاء عن الصراع الإقليمى الهادف إلى تقسيم السودان وتغيير الجغرافيا والديمغرافيا فيه وفى منطقة القرن الإفريقى التى تشكل شريان حركة التجارة العالمية من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب وفى القلب منها ناقلات النفط والغاز.. التطورات الأخيرة على الأرض السودانية كشفت عن تحول ميليشيا الدعم السريع من ذراع أمنية إلى متمردة على مؤسسات الدولة السودانية عام 2023، وكيان يهدد وحدة السودان ونشر الفوضى فى جميع دول المنطقة، بعد أن تحول إلى ذراع تديره قوى إقليمية، وتقدم له كل أشكال الدعم، وعلى رأسها الأسلحة العسكرية الحديثة لأجهزة الدفاع الجوى والطائرات المسيرة وعشرات الآلاف من المرتزقة، إضافة إلى الدعم اللوجستى على شتى المستويات.

خطورة الوضع فى السودان تجاوزت الحدود الجغرافية والسياسية والأمنية، بعد أن باتت تشكل بؤرة صراع إقليمى واضح على أرض السودان بين عدة دول إفريقية وشرق أوسطية تهدف إلى تقسيم السودان، وخلق كيان جديد فى إقليم دارفور، ولم تكن عمليات التطهير العرقى فى مدينة الفاشر عاصمة دارفور إلا عملية ممنهجة لتصفية أكبر عدد من السودانيين ومقدمة لاستفتاء- شكلى- على انفصال الإقليم عن السودان، ومسارعة عدد من الدول السودانيين ومقدمة لاستفتاء- شكلى- على انفصال الإقليم عن السودان، ومسارعة عدد من الدول التى تدعم الميليشيا المتمردة للاعتراف بالوليد الجديد حتى وإن كان نتيجة عملية - سفاح - رسمى فى الفاشر اشترك فيها مقاتلون ومرتزقة من اثيوبيا وكينيا وتشاد وكولومبيا، وبدعم عسكرى من إثيوبيا والكيان الصهيونى وبعض الأطراف الليبية، وبتمويل وغطاء مالى من دولة الإمارات - حسب إعلان مندوب السودان- فى الأمم المتحدة التى أدانت بشكل قاطع الجرائم المروعة والتطهير العرقى فى الفاشر وتصفية وتهجير أبنائها لتمرير سيناريو التقسيم والاستيلاء على ثروات السودان سواء كانت المخزون الكبير من الذهب فى هذه المنطقة أو الثروة النفطية، وأيضًا الثروة الحيوانية والزراعية الهائلة التى يمكن أن تشكل سلة غذاء قارة افريقيا بكاملها نتيجة وجود ملايين الهكتارات من الأراضى الصالحة للزراعة والإنتاج دول استغلال.

الحقيقة أن كل ما يحدث على أرض السودان له تأثير على مصر ويمثل تهديدًا مباشرًا لصلب الأمن القومى المصرى، باعتبار أن البلدين يشكلان وادى النيل وكل طرف يمثل العمق الاستيراتيجى للآخر لأسباب تاريخية وجغرافية وسياسية وقومية جعلت من الشعبين نسيجًا واحدًا، وليس أدل على ذلك من وجود ملايين من السودانيين داخل النسيج المصرى فى كل الحقب التاريخية، وعندما اندلعت هذه الحرب اتجه ملايين السودانيين إلى مصر لتزيد من الضغوط على الدولة المصرية، والأخطر أن السودان بات مهددًا بالتقسيم والفوضى بكل ما تحمله من عدم استقرار لمجرى مياه النيل الذى يشكل شريان الحياة لمصر بخلاف المخاطر التى تهدد مصر نتيجة وجود ميليشيات مسلحة ومرتزقة على حدودها، وهو ما دفع مصر بعد طول صبر إلى الإعلان بوضوح عن خطوط حمراء فى السودان لن تسمح مصر بتجاوزها وعلى رأسها الحفاظ على وحدة السودان وعدم تقسيمه أو انفصال أى جزء من أراضيه، ولوحت مصر باستخدام حقها وفقًا للقانون الدولى واتفاقية الدفاع المشترك مع السودان، حفاظًا على أمنها واستقرار السودان وعودة مؤسساته الشرعية لفرض الاستقرار فى هذا البلد الذى يذخر بالموارد والثروات، فى خطوة مصرية بالغة الدلالة والتأثير على  مستقبل السودان ووحدته.

حفظ الله مصر