يلفت النظر ارتباط الناس بكرة القدم، تلك اللعبة الساحرة التى جذبت ملايين العشاق فى كافة أنحاء العالم. وبغض النظر عن ثراء الدول أو فقرها، فقد أثبتت لعبة كرة القدم قدرة الشباب فى كل مكان على تحقيق أحلام وطموحات السطوع والنجاح دوليًا استنادًا لمواهبهم وجهدهم.
ولا شك أن منظومة كرة القدم فى مصر، تشكل محورًا أساسيًا فى اهتمامات الناس، نظرًا لدخول اللعبة مصر مبكرًا، وسبق مصر فى المشاركة فى بطولة كأس العالم عام 1934 بإيطاليا. فضلًا عن ذلك، فقد ارتبط الجمهور بلاعبين موهوبين أسعدوا الملايين وأمتعوهم بقدراتهم الفذة وأدائهم الساحر بدءًا من صالح سليم، مرورًا بمحمود الخطيب ثم ما بعده من أجيال وصولًا للاعب العالمى محمد صلاح، فخر مصر والعرب.
ورغم وصول منتخب مصر مؤخرًا إلى كأس العالم للمرة الرابعة، فإن منظومة كرة القدم ما زالت غير مُرضية لطموحات الأجيال الجديدة التى تربت بفضل التطور التكنولوجى على مشاهدة مباريات كبرى الأندية فى العالم، ومتابعة كبار النجوم.
فعلى مستوى الأداء العام، فإن هناك ضعفًا واضحًا فى النتائج المحققة، وهو ما انتبهنا له فى بطولة كأس العرب الأخيرة التى أقيمت بالدوحة، عندما خرج المنتخب الثانى من الدور الأول بعد تعادلين وهزيمة.
كذلك، فإن هناك بطئًا شديدًا فى اكتشاف المواهب الجديدة، وفى إنتاج اللاعبين الموهوبين وتصديرهم إلى الفرق العالمية، فمازالت منظومة احتراف اللاعبين المصريين بكبرى الأندية العالمية متعثرة، مقارنة باللاعبين فى كثير من الدول العربية والإفريقية.
لقد شاهدنا فى بطولة كأس العرب الأخيرة، ثم فى كأس الأمم الإفريقية التى بدأت هذا الأسبوع فرقًا جديدة صاعدة نجحت فى تطوير أدائها ورفع مستويات لاعبيها بشكل لافت، وصار لديها حضور كبير وحققت نتائج متقدمة، ومع الوقت تحولت بعض البلدان الإفريقية والعربية إلى مصدر دائم لجلب اللاعبين الجدد للفرق الأوروبية.
وهكذا لم يعد التفوق فى لعبة كرة القدم مقصورًا على شعوب بعينها، فكل شعوب العالم يُمكنها مع التدريب الجيد، والإعداد الاحترافى أن تُنشئ مؤسسات لتخريج لاعبين متميزين، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن أسباب سوء تخطيط المنطومة الكروية فى مصرنا الحبيب رغم أن لدينا أكثر من مئة مليون إنسان، ولدينا تاريخ يمتد لأكثر من مئة وعشرين عامًا من الممارسة!
كيف لم تتوالد الأكاديميات الحقيقية غير التجارية لاكتشاف الموهوبين صغارًا ورعايتهم وتأهيلهم للوصول للعالمية؟ ولماذا لم تضع الحكومة الحالية أو الحكومات السابقة استراتيجيات واضحة للنهوض بكرة القدم على وجه الخصوص؟ كيف لم تتحول الإمكانات المتاحة من ملاعب ومنشآت ومراكز شباب وجماهير عاشقة إلى قصص نجاح عملية؟ ولماذا لا يكون لدى المنتخب المصرى عدة فرق متطورة ومتميزة وقادرة على تحقيق الفوز والأداء الجيد فى البطولات الرسمية وغير الرسمية؟ ولماذا لا تُصدر مصر الموهوبين من اللاعبين إلى كافة الملاعب العالمية؟
إننى أتصور أن هناك فرصًا عظيمة فى لعبة كرة القدم، لم يتم استغلالها بالصورة المثلى، وهو ما يحتاج لدراسات ودراسات.
وسلامٌ على الأمة المصرية