ألمانية تقف وحيدة للدفاع عن فلسطين
منذ ستة أشهر، تقف امرأة سبعينية وحيدة في قلب مدينة بون الألمانية، متحديةً الطقس ونظرات المارة دون كلل أو ملل، حاملةً العلم فلسطيني ومرتديةً الكوفية الفلسطينية، لتروي بهدوء قصة تضامنها مع القضية الفلسطينية.
ريجينا فضل، امرأة ألمانية أباً عن جد وتبلغ من العمر 70 عاماً، كانت متزوجة من رجل مصري توفي قبل فترة، وقررت الاحتفاظ باسمه تخليدًا لذكراه.
اعتادت أن تقف يومياً لعدة ساعات، حسب حالة الطقس، في محاولة لتوعية الألمان وغيرهم من الجنسيات بما يجري في فلسطين، ولا سيما في الضفة الغربية وقطاع غزة.
تقول: "أنا أقف هنا يومياً لتسليط الضوء على ما يحدث في فلسطين، وعلى الإبادة التي تحدث هناك".
تحمل ريجينا قدراً كبيراً من المعرفة بالقضية الفلسطينية منذ عهد العثمانيين وغالباً ما تشرح ذلك لكل من يلتقي بها أثناء وقوفها في المدينة.
ورغم وقوفها منفردة بشكل سلمي دون إطلاق الشعارات، إلاّ أن تجربتها لا تخلو من بعض المضايقات، إذ تشير إلى أن بعض المارة "يبصقون أمام قدميها" أو يوجهون لها عبارات مثل: "عار عليكِ" و"ارفعي علم ألمانيا" و"يجب إخراجك من ألمانيا"، على الرغم من كونها ألمانية الأصل.
في المقابل، لا تمر ساعات وقوفها دون لحظات دعم، حيث يتوقف مؤيدون للقضية الفلسطينية لتحيتها مرددين "الحرية لفلسطين"، وتؤكد ريجينا أن هؤلاء يمثلون الغالبية، قائلةً إنهم "يحضرون لها الزهور والقهوة في الطقس البارد، والمياه في الحر، ويشكرونها بلغات مختلفة؛ الألمانية والعربية والفرنسية".