تقدّم حذر نحو السلام في أوكرانيا.. مسودة اتفاق في برلين وحلّ 90% من القضايا العالقة
أفاد موقع «تي جي لا 7» (TgLa7.it) الإيطالي بحدوث تقدّم ملموس في المباحثات الجارية بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، عقب اجتماعات عُقدت في العاصمة الألمانية برلين بين الوفدين الأمريكي والأوكراني، حيث تشير مسودة الاتفاق إلى حلّ نحو 90% من القضايا الخلافية بين الأطراف.
وبحسب ما أعلنته البيت الأبيض، تتضمن المسودة المطروحة «ضمانات أمنية قوية» لأوكرانيا، شبيهة بتلك المنصوص عليها في المادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى دعم مسار انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي. كما طُرحت فكرة إنشاء «قوة متعددة الجنسيات» بقيادة أوروبية وبدعم من الولايات المتحدة، تهدف إلى توفير حماية أمنية للعاصمة الأوكرانية.
ولا يزال ملف إقليم دونباس يشكّل العقدة الأساسية في المفاوضات، في ظل تمسّك موسكو بالمطالبة بالسيطرة الكاملة على المنطقة.
وفي هذا السياق، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن بلاده «لن تعترف دونباس كأرض روسية، لا بحكم القانون ولا بالأمر الواقع»، مؤكدًا في الوقت نفسه أن النقاش حول القضايا الإقليمية سيستمر رغم غياب التوافق حتى الآن.
وفي المساء، أجرى قادة أوروبيون، من بينهم رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اتصالًا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عبّر عن تفاؤله قائلًا: «لم نكن يومًا أقرب من إنهاء الحرب كما نحن الآن»، مشيرًا إلى أنه أجرى مؤخرًا محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من جانب آخر، يواصل الاتحاد الأوروبي الضغط من أجل استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل دعم أوكرانيا، وذلك قبيل القمة الأوروبية المرتقبة يوم الخميس، في حين تبدي روما حذرًا إزاء هذه الخطوة. وفي إيطاليا، دان الرئيس سيرجيو ماتاريلا الموقف الروسي بشدة، معتبرًا أن «إعادة رسم الحدود بالقوة أمر غير مقبول».
ميدانيًا، أعلنت روسيا أنها ما زالت تسيطر على مدينة كوبيانسك الاستراتيجية في إقليم خاركيف، رغم إعلان كييف عن شنّ هجوم مضاد، كما أفادت موسكو بإسقاط عشرات الطائرات المسيّرة الأوكرانية خلال الليل. وفي المقابل، أعلنت السلطات الأوكرانية إصابة ثلاثة أشخاص جراء هجوم بطائرة مسيّرة روسية استهدف مبنى سكنيًا مرتفعًا في مدينة زابوريجيا، ما أدى إلى اندلاع حريق واسع وإجلاء السكان.
وفي الإطار الدبلوماسي، وصل الرئيس زيلينسكي إلى مدينة لاهاي ضمن جولته الأوروبية، حيث ألقى خطابًا أمام البرلمان الهولندي، وشارك في إطلاق لجنة دولية معنية بتقدير أضرار الحرب والمطالبة بتعويضات لصالح أوكرانيا، وهي لجنة ستنظر في مطالب تُقدّر بمئات مليارات اليوروهات نتيجة الدمار والانتهاكات التي خلّفتها الحرب منذ اندلاعها في فبراير.