رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

ديزني بلس تعلن عن محتوى قصير بتقنية الذكاء الاصطناعي

بوابة الوفد الإلكترونية

يبدو أن خدمة البث ديزني+ تستعد للدخول في مرحلة جديدة قد تغيّر شكل التجربة الترفيهية للملايين من المشتركين حول العالم. فخلال المكالمة الهاتفية الأخيرة الخاصة بإعلان أرباح شركة ديزني، كشف الرئيس التنفيذي بوب إيجر عن ملامح توجه جديد يعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الشركة تجري ما وصفه بـ"محادثات مثمرة" مع عدد من الشركاء المحتملين في هذا المجال، في خطوة تعكس طموح عملاق الترفيه لإعادة صياغة مفهوم المحتوى الرقمي.

ورغم تحفظ إيجر على ذكر أسماء الشركات التي تتفاوض معها ديزني، فإن تصريحاته تشير إلى أن الباب مفتوح أمام احتمالات واسعة، قد تشمل تحالفات تكنولوجية كبيرة أو شراكات مع منصات ناشئة متخصصة في أدوات الذكاء الاصطناعي الإبداعية. لكن المفاجأة الأكبر جاءت حين ألمح إلى أن ديزني+ قد تتحول قريبًا إلى منصة لا تعرض المحتوى فحسب، بل تستضيف أيضًا مقاطع قصيرة من إنتاج المستخدمين اعتمادًا على أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة.

وفي سياق حديثه، قال إيجر إن هذه الخطوة تمثل أحد التطورات الأكثر إثارة بالنسبة للشركة في المرحلة المقبلة، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورًا جوهريًا في إتاحة تجارب تفاعلية ستمنح المشتركين مساحة أكبر للإبداع والمشاركة وإنتاج محتوى بطريقتهم الخاصة. 

وأضاف أنه يتوقع أن تسهم هذه التجارب في تعزيز العلاقة بين المنصة والمستخدمين، من خلال خلق دائرة تفاعل أوسع تسمح للمشتركين بتبادل المحتوى القصير الذي ينتجه الآخرون داخل المنصة نفسها.

هذا التحول يُعد من أصعب القرارات الاستراتيجية التي يمكن لمنصة بث أن تتخذها، خاصة أن ديزني+ معروفة تاريخيًا بعرض محتوى احترافي عالي الجودة من إنتاج استوديوهات ديزني العملاقة. لكن الخطوة الجديدة تمثل رغبة واضحة في دخول مساحة تشبه تلك التي سيطرت عليها تطبيقات مثل تيك توك ويوتيوب شورتس وإنستجرام ريلز، حيث بات الجمهور يقضي وقتًا أطول مع المحتوى القصير الذي يُنتج غالبًا باستخدام أدوات تقنية ذكية.

ورغم أن إيغر لم يعلن أي جدول زمني لإطلاق هذه الميزات، فإنه شدد على أن الشركة تنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة تمكين قادرة على فتح أبواب جديدة لتجربة ترفيهية مختلفة، لا تعتمد فقط على المشاهدة السلبية، بل على تفاعل أكبر واندماج أعمق للمستخدم داخل المنصة. وهذا الاتجاه يتماشى مع رغبة الشركات العالمية في مواكبة التحولات السريعة في صناعة المحتوى الرقمي، خاصة مع تزايد المنافسة في سوق خدمات البث.

لكن في مقابل الطموح الكبير، تطرح هذه الخطوة العديد من التساؤلات حول كيفية ضبط جودة المحتوى الذي سينتجه المستخدمون، ومدى توافقه مع الهوية العائلية الصارمة التي تلتزم بها ديزني منذ عقود. فالمحتوى الموجَّه للأطفال والعائلات يحتاج إلى ضوابط دقيقة وسياسات رقابية صارمة، ما يعني أن إضافة إمكانية إنشاء محتوى مستخدمين داخل منصة مثل ديزني+ ستتطلب منظومة معقدة من الفلاتر والأدوات الإشرافية التي تعتمد بدورها على الذكاء الاصطناعي.

وفي الوقت نفسه، يفتح هذا التوجه الباب أمام تحديات قانونية تتعلق بحقوق الملكية الفكرية، خصوصًا إذا استخدم المشتركون شخصيات ديزني الشهيرة داخل المحتوى الذي ينتجونه. وقد يستدعي الأمر صياغة قواعد جديدة تحدد ما هو مسموح وما هو محظور، وكيف يمكن للمنصة استثمار المحتوى الذي ينتجه المستخدم من دون الإضرار بحقوق المبدعين أو العلامات التجارية المملوكة للشركة.

على الجانب الإيجابي، ترى ديزني أن المحتوى التفاعلي القصير قد يساعد في تعزيز معدل بقاء المشتركين على المنصة، خاصة مع تراجع نمو الاشتراكات في بعض الأسواق العالمية. كما قد يكون هذا النوع من المحتوى حلاً عمليًا لجذب المستخدمين الأصغر سنًا الذين باتوا يميلون إلى المحتوى السريع والتجارب القصيرة المعتمدة على أدوات الذكاء الاصطناعي.

أما على الجانب السلبي، فالتوسع نحو نموذج أشبه بمنصات التواصل قد يثير استياء شريحة من المشتركين الذين ينظرون إلى ديزني+ كمنصة تقدم محتوى احترافيًا يختلف في جوهره عن تجربة التطبيقات السريعة. وقد تخشى الشركة أيضًا من تشتيت هوية المنصة، إذا لم تستطع ضبط الحدود بين المحتوى الاحترافي ومحتوى المستخدمين.

ومع ذلك، يبدو أن ديزني مقتنعة بأن مستقبل البث الرقمي لن يظل محصورًا في عرض الأفلام والمسلسلات، بل سيتجه نحو تجارب أوسع وأعمق. وبينما ينتظر السوق مزيدًا من التفاصيل حول ما تعمل عليه الشركة، يظل الواضح أن ديزني+ تستعد لمرحلة جديدة قد تعيد تشكيل علاقة الجمهور بالمنصة، وربما تعيد صياغة مفهوم خدمات البث بالكامل في السنوات المقبلة.