كنوز دعاء المسلم لأخيه.. عبادة تقرب القلوب وتفتح أبواب الثواب
أكدت دار الإفتاء المصرية أن مقابلة المسلم لأخيه بالدعاء من أسمى الأعمال التي يسرّ بها الله عبده يوم القيامة، فهي ليست مجرد كلمات تقال، بل هي وسيلة لتأليف القلوب وتوطيد أواصر المحبة بين المؤمنين.
فضل دعاء المسلم لأخيه
أوضحت الدار في فتوى لها أن مقابلة الإنسان لأخيه المسلم بالدعاء يسرّه، وقد جاء في الحديث الشريف: «مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِمَا يُحِبُّ لِيُسِرَّهُ سَرَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء"، والطبراني في "المعجم الأوسط"، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وأشارت الفتوى إلى أن دعاء المسلم لأخيه يُعد من وجوه الخير ومظاهر البرّ، فهو يؤلف القلوب ويقوي روابط الأخوة والمحبة، ويجعل الدعاء أكثر قبولًا وأسرع إجابة، كما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "إن دعاء الأخ لأخيه في الله عز وجل يستجاب" أخرجه ابن المبارك في "الجهاد"، والإمام البخاري في "الأدب المفرد"، والإمام أحمد في "الزهد"، والبيهقي في "شعب الإيمان".
الاقتداء بالملائكة والصالحين
أوضح العلَّامة ابن بطَّال في "شرح صحيح البخاري" أن الملائكة تستغفر لمن في الأرض، ومن هنا يجب على المؤمن الاقتداء بهم وبالصالحين من المؤمنين، بحيث يشمل خير الدعاء جميع الإخوان المؤمنين دون تخصيص النفس فقط بالدعاء، ليكون بذلك من الذين أثنى الله عليهم ورضي عن أعمالهم.
دعاء للغير يثمر لصاحبه
وأشار العلَّامة الطيبي في "الكاشف عن حقائق السنن" إلى أن بعض السلف إذا أرادوا الدعاء لأنفسهم، كانوا يرفعون الدعاء أولًا لأخوتهم المسلمين، فكانوا يحصلون على مثل الأجر والبركة، لما ورد عن فضل الدعاء للأخ في الله، حيث إن الدعاء للآخرين يزيد في القبول ويقرب إلى الإجابة.
إن دعاء المسلم لأخيه عبادة تعود بالنفع على الداعي والمدعو، وهو من وسائل التآلف بين القلوب، وتوطيد أواصر الأخوة في المجتمع الإسلامي. والدعاء بهذه الصورة لا يزيد العلاقات روحًا فحسب، بل يفتح أبواب الثواب ويضاعف الحسنات، والله سبحانه وتعالى أعلم.
