دعاء النبي ﷺ في سجوده.. مفاتيح المغفرة والحماية
كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر صفحته الرسمية على فيس بوك عن مجموعة من الأدعية التي كان يرددها النبي محمد ﷺ أثناء سجوده وفي مختلف أوقات الصلاة، مشيرًا إلى أنها تُمثل نموذجًا عمليًا للمؤمن في القرب من الله، والتوسل إليه بالذكر والدعاء.
دعاء النبي في سجوده
جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يقول في سجوده:«اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجلّه وأوله وآخره وعلانيتَه وسره» (رواه مسلم).
وأوضح الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم أن كلمات الدعاء تشمل القليل والكثير من الذنوب، وهو توكيد للدعاء وتكرير للألفاظ بما يغني بعضها عن بعض، لتأكيد طلب المغفرة الشاملة من الله.
ويُعد هذا الدعاء أحد أفضل ما يردده المسلم في سجوده لطلب العفو عن كل ذنوبه سواء العلنية أو السرية، القديمة أو الحديثة.
دعاء النبي بعد التشهد الأخير
ومن السنن المستحبة للمصلي أن يردد النبي ﷺ دعاءه بعد التشهد الأخير وقبل التسليم من الصلاة، حيث ورد في حديث صحيح:«اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال».
كما ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال:«علمني دعاء أدعو به في صلاتي»، فقال النبي ﷺ:
«قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك الغفور الرحيم».
وهذا الدعاء يوضح توبة المسلم واعترافه بالذنب أمام الله وطلب المغفرة الشاملة، ويعد من أعظم الأدعية بعد التشهد.
دعاء النبي عند الخوف
كما ذكر الدكتور علي جمعة، أن النبي ﷺ كان يستعين بالله بالدعاء عند الخوف من قوم أو أعداء، فقد ورد في كتاب "الشمائل الشريفة" للإمام جلال الدين السيوطي وشرحه الإمام المناوي عن عبد الله بن قيس رضي الله عنه:«كان إذا خاف قوماً قال: اللهم إنّا نجعلك في نُحورهم، ونعوذ بك من شرورهم» (أبو داود، والنسائي).
وأوضح الدكتور علي جمعة معنى الحديث:
"نجعلك في نحورهم": أي نجعل الله حامياً لنا في مواجهة صدورهم، ويدفع عنا شرورهم.
"نعوذ بك من شرورهم": نسأله حماية ودرء شرهم عنا، والتولية في الأمر الذي لا حول ولا قوة لنا فيه إلا بالله.
وهذا الحديث دليل على مشروعية الدعاء عند الخوف، وأن المسلم مأمور بالاستعانة بالله لرفع الخطر عنه وعن المؤمنين.
تقدم هذه الأدعية نماذج عملية للتواصل مع الله خلال الصلاة وفي حالات الخوف والتوتر، مؤكدين على أن الدعاء هو وسيلة لطلب المغفرة، والحماية، والتوسل إلى الله في كل شؤون الحياة.