رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

تعرف على الفرق بين شري واشتري في القرآن الكريم

بوابة الوفد الإلكترونية

التدبر في كتاب الله هو عملية التفكر العميق في معاني الآيات القرآنية وتطبيقها في الحياة، وهو واجب شرعي ومفتاح الهداية والفهم العميق لرسالة الله.

ويتحدث الدكتور محمد داوود استاذ العلوم اللغوية في جامعة قناة السويس في كتاب الفروق اللغوية في اللمحات البلاغية في الذكر الحكيم وقال تدور مادة شري فى اللغة حول معني المماثلة بين امرين اخذا وعطاء ولما كان البيع والشراء يتلازمان فقد استعمل الشراء بمعني البيع كما استعمل البيع بمعني الشراء.

لكن الاستعمال القرآني فرق بين الفعلين فخصص الصيغة المجردة شروا في معني باع الشىىء واخذ الثمن كما جاء فى الايات التالية وقال تعالي وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.

وقال تعالي وقد ورد ذلك في القران الكريم ، قال الله عزَ وجلّ: (ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ) و قال الله عزَ وجلّ: ( أُولئِكَ الَّذينَ اشْتَرَوا الضَّلالَةَ بالهُدَى).

هناك ثلاثة آراء :
الأول : أنه لا فرق بينهما في المعنى (شَرَى الشَّيءَ واشْتراه : باعَه)، ويقال: شَرَيْتُ واشْتَرَيْتُ لغتان.
الثاني: أنه لا فرق بينهما في المعنى، ولكن الاستعمال القرآني يدل على أن كل ما في القرآن من شيئين يجيئان من أمر الشراء والبيع مما لا دراهم فيها ولا دنانير، يأتي بالتاء إلا فيما اشتريت به، وهو الثمن ، قال تعالى (( أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ)) البقرة (16) وقال تعالى (( أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ)) .
في حين يدل ( شرى) على البيع بثمن
قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) البقرة (207)
قال تعالى: ( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) يوسف (20)
الثالث: أنهما من الألفاظ المتضادة: فاشتريتُ الشيءَ على معنى قَبَضْتُه وأَعطيت ثمنَه (الشراء) ، وهو المعنى المعروف عند النَّاس، قال تعالى: ((أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ))أي هم من قام بالشراء ، أما (شريت) فيعني أنا الذي بعت (البيع) ، وقالَ قُطْرب: شَرَيْتُ بمَعْنَى بِعْت، لغة لغاضرة، وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ:
فإِنْ تَحْسَبِيني كنتُ أَجْهَلُ فِيكُمُ فإِنِّي شرَيْتُ الحِلْمَ بعدكِ بالجَهْلِ.