فى الحومة
نطق زهران ممدانى باللغة العربية فى خطاب الفوز بعمدية نيويورك بعبارة، «أنا منكم وإليكم» إشارة إلى أن هذه المقولة يطلقها العرب تجسيدا لمعنى مهم وعميق ومختصر مفاده أن المرشح أو النائب يجب أن يكون من نفس طبيعة الناس الذين يمثلهم بأن يكون من نفس البيئة الجغرافية ويمارس نفس العادات والتقاليد المجتمعية ويعايش هذا المجتمع بكافة طوائفه من فلاحين وعمال ومثقفين وأطباء ومهندسين ومقاولين، ويشارك المواطنين آلامهم وآمالهم ويعلم طبيعة ونوعية المشكلات فى المدينة والقرية التى يمثلها ويعلم الحلول والعقبات التى طرحت لحل تلك المشكلات ويجيد التواصل مع كافة المواطنين الذين يرغب فى تمثيلهم، وأن يمد جسور تلك العلاقة لتصبح متينة لا تتزعزع لتوطيد الصلة وصنع أواصر المحبة والمصداقية ليكون ممثلا لهم بحق دون تزييف أو علاقات مصالح وهذه مسألة أساسية، فلا يستطيع أحد أن ينال ثقة المواطنين إلا بمشاركتهم فى أحزانهم وأفراحهم وأن يكون منهم يحمل نفس أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم وعندئذ تتولد الثقة بين المرشح والناخب وهى بداية ضرورية لبدء الخطوة الثانية لعلاقة ناخب بمرشح وهى القدرة والجاهزية لحل المشكلات المجتمعية والشخصية، وهى تتمثل فى وجود برنامج للنائب ورؤية سياسية للتصدى لكل التحديات ووضع أفكار وحلول لها والقدرة على التواصل مع أجهزة الدولة لتلبية طلبات المواطنين، وإليكم، هى كلمة تلخص معنى دقيق لدور النائب كونه ممثلا وكيلا عن الناس يجب أن يكون عمله لصالح أولئك المواطنين معبرا عنهم بحق وممثلا لهم باختصار وأن يكون تلبية طلباتهم هو جل عمله، فعمله هذا تكليف ومسؤولية وكذلك يمارس التشريع لصالح الوطن والمواطن بمراجعة القوانين وسن التشريعات وممارسة الدور الرقابى بمراقبة أعمال الحكومة ومحاسبتها وكذلك توصيل المرافق من كهرباء ومياه وصرف صحى وغيره و إنهاء وتسهيل طلبات التعليم والصحة والحكم المحلى والحصول على موافقات الوزراء والمحافظين ويطالب بتخصيص الموارد والمشاريع الحكومية لدائرته الانتخابية لضمان وصول الخدمات والتنمية إليها، ولكى تتحقق مقولة منكم، فضلا عما سبق، يجب أن تكون وفق مسار ديمقراطى سليم يشارك فيه الجميع لتحقيق ذلك بالاقتراع السرى المباشر، وذلك يتطلب شفافية مطلقة ومناخ انتخابى صحى تتوافر فى الحيدة والنزاهة والمساواة بين المرشحين وعدم استخدام المال السياسى للتأثير على الناخبين وأن يصبح الجميع على قدم المساواة فى عرض برامجهم ودعاياتهم الانتخابية دون تأثير من أجهزة الدولة وسلطات الحكومة على إرادة الناخبين، وأن تخضع الانتخابات لإشراف قضائى ويعطى المرشحين كافة الضمانات لنزاهة العملية الانتخابية، ووقتها يكون لدينا تمثيلا حقيقيا وشرعيا عن الدائرة ويصبح مسئولا أمام الناخبين عن كافة مشكلات الدائرة الانتخابية التى يمثلها، وبالتالى تكون أولويته هى المصلحة العامة ومصلحة الناس الذين يمثلهم وليس مصالح شخصية، ويعمل على نقل مطالب وشكاوى وهموم الناس من دائرته إلى مركز صناعة القرار فى البرلمان والحكومة ويحرص على إقامة علاقات مستمرة ولقاءات دورية مع المواطنين، ووقتها يسود العدل واطمئنان المواطنين إلى نوابهم لأنهم يعبرون عنهم ويعزز الانتماء إلى الوطن ولا يسعون إلى الخروج للشارع احتجاجا ورفضا لسياسة الحكومة لأن لديهم من يمثلهم وحقيقة بالناخب أن يرفع شعار أنا منكم وإليكم.