رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

أكثر من 100 نوع من الأدوية "تهدد" صحة الأمعاء وتزيد من خطر السرطان .. أطباء يحذرون

بوابة الوفد الإلكترونية

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ستانفورد أن أكثر من 140 نوعًا من الأدوية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على ميكروبيوم الأمعاء، مما قد يُضاعف خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

عادات يومية تساعد على تحسين صحة الأمعاء - الاتحاد للأخبار

وأوضحت الدراسة أن بعض الأدوية الشائعة، بما فيها 51 مضادًا حيويًا، أدوية العلاج الكيميائي، مضادات الفطريات، ومضادات الذهان المستخدمة لعلاج اضطرابات مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب، لديها القدرة على القضاء على البكتيريا النافعة في الأمعاء. هذا الأمر يؤدي إلى خلق بيئة تتيح للسلالات الضارة والمقاومة للنمو والازدهار.

الفريق البحثي أكد أن تأثير هذه الأدوية لا يقتصر فقط على القضاء المباشر على البكتيريا المفيدة، بل يشمل أيضًا تغييرات في تركيبة النظم الغذائية داخل الأمعاء. عند اختفاء السلالات الضعيفة، تبقى العناصر الغذائية التي كانت تُستهلك، مثل السكريات والأحماض الأمينية، متاحة بكثرة، مما يوفر بيئة خصبة لنمو سلالات أكثر خطورة، وبالتالي يُسبب خللاً طويل الأمد في التوازن الميكروبي.

وأشار الدكتور كيه سي هوانغ إلى أن فهم كيفية منافسة الميكروبات على الموارد الغذائية يوضح الأبعاد الخفية للآثار الجانبية للأدوية. هذا الإدراك يساهم في التنبؤ بكيفية تغير المجتمع البكتيري عند تعرّضه للأدوية المختلفة.

لرصد مدى تأثير الأدوية على ميكروبيوم الأمعاء، استخدم العلماء عينة براز بشري كاملة البكتيريا ونقلوها إلى أمعاء فأر خالٍ من الميكروبات، بهدف خلق بيئة مشابهة لميكروبيوم الإنسان يمكن دراستها بسهولة في المختبر. لاحقًا، قام الباحثون بتعريض هذا المجتمع البكتيري إلى 707 أنواع مختلفة من الأدوية بتركيزات ثابتة، حيث تم تحليل بقاء البكتيريا المختلفة، العناصر الغذائية المتبقية عقب موت بعضها، وتأثير كل دواء على توازن المجتمع الميكروبي.

أحد أبرز الاكتشافات تمثّل في ملاحظة أن نوعين من البكتيريا النافعة تمكنا من النجاة عند إضافة جزيء الهيم الغني بالحديد. ولكن عند القضاء، بفعل دواء مضاد للفطريات، على البكتيريا المنتجة للهيم التي يعتمد عليها النوع النافع، فقدت القدرة على مقاومة الدواء وأصبحت أضعف. في الوقت نفسه، استغلت السلالات الضارة الموارد الغذائية المتبقية لتزدهر.

كما توصل الفريق إلى أن المجتمعات البكتيرية تضررت بشكل دائم إثر تعرضها للأدوية، وفشلت في استعادة توازنها الأصلي حتى بعد زوال تأثير الدواء. هذا الخلل البيئي يسهم في التهاب مزمن يُضعِف الحاجز المخاطي للأمعاء ويتسبب بتسريب السموم إلى الأنسجة المحيطة، مما يرفع احتمالات تلف الحمض النووي لخلايا القولون ويزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

وأيضًا شدد التقرير على دور بعض السلالات الضارة، مثل تلك التي تنتج مركب الكوليبكتين المنبعث من أنواع من بكتيريا الإشريكية القولونية. هذه المركبات يمكن أن تُحدث طفرات تُسرّع من العمليات المؤدية للإصابة بالسرطان. يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد خطورة السلالات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية، التي تتم الإشارة إليها غالبًا بـ"البكتيريا الخارقة".

ويأمل العلماء أن تُسهم نتائج الدراسة في تطوير استراتيجيات فعّالة للحفاظ على صحة ميكروبيوم الأمعاء أو إصلاحه بعد الخضوع للعلاجات. يمكن تحقيق ذلك من خلال حسن اختيار الأدوية المناسبة وتكييف النظم الغذائية أو استخدام البروبيوتيك كوسيلة داعمة تضمن الحفاظ على التوازن الميكروبي إلى جانب الفعالية العلاجية المتوقعة.