رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤية

لا شك أن افتتاح محطة الضبعة النووية بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين عبر تقنية الفيديو كونفرانس، هى خطوة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو فى واحد من أضخم مشروعات الطاقة النظيفة فى المنطقة، وضاعفت أهمية الاحتفال بالعيد السنوى للطاقة.

دخلت مصر مرحلة جديدة فى تعزيز أمن الطاقة، عبر امتلاك تكنولوجيا نووية متقدمة تعد ركيزة أساسية لخطة الدولة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتلبية الاحتياجات المتزايدة من الكهرباء، بما يدعم التوسع الصناعى ويعزز مكانة مصر على خريطة الدول النووية السلمية.

بعد سنوات طويلة من التداول بين الحلم والانتظار، وبين الخطط المؤجلة والطموحات الكبيرة، يقف المشروع النووى المصرى اليوم على أرض صلبة مع اكتمال مراحل متقدمة من محطة الضبعة النووية.

لم يكن المشروع وليد اللحظة ولا طفرة عابرة، بل يعود بجذوره إلى حلم بدأ فى ستينيات القرن الماضى حين بدأت مصر فى وضع أسس برنامجها النووى السلمى. ورغم أن التجربة فى ذلك الوقت كانت واعدة، فإن الظروف السياسية والتحولات الإقليمية حالت دون استكمال المشروع. وتتالت الأجيال.

وفى العقد الأخير، اتخذ القرار النهائى بإحياء المشروع، ليبدأ العمل على وضع مخطط شامل يضمن التنفيذ بطريقة تتوافق مع أعلى المعايير الدولية فى الأمان النووى، وبالشراكة مع واحدة من أكبر المؤسسات النووية فى العالم.

اختارت الدولة المصرية التعاون مع شركة روس آتوم الروسية، نظرًا لخبرتها الواسعة فى إنشاء وتشغيل المفاعلات النووية على مستوى العالم. وتم الاتفاق على استخدام مفاعلات من الجيل الثالث المتطور.

تتكون المحطة من أربع وحدات نووية تصل قدرتها الإجمالية إلى 4800 ميجاوات، وهى قدرة كفيلة بتغطية جزء كبير من الاستهلاك المحلى، وتحقيق وفرة فى الإنتاج تتماشى مع خطط التوسع العمرانى والصناعى للدولة.

يعد المشروع عنصرًا مهمًا فى استراتيجية مصر للتحول نحو مصادر طاقة منخفضة الانبعاثات، مع التزاماتها الدولية بخفض البصمة الكربونية، ومع سعيها لتصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج الطاقة النظيفة خلال العقود المقبلة.

لم تقتصر أهمية مشروع الضبعة على الجانب الفنى، بل امتدت لتشمل توطين التكنولوجيا النووية داخل مصر.. فقد شاركت شركات محلية فى عمليات البناء والتوريد، الأمر الذى أدى إلى تدريب آلاف العاملين فى مجالات هندسية متقدمة، ودعم الصناعات الوطنية ذات الصلة بالميكانيكا والكهرباء.

ويمثل دخول مصر نادى الدول النووية السلمية نقلة نوعية على مستوى العلاقات العلمية والاقتصادية، ويفتح الباب أمام التعاون فى مجال تصنيع المعدات الثقيلة.

لم يعد مشروع الضبعة مجرد حلم أو مخطط على الورق لقد تحوّل إلى حقيقة تشهدها الأعين، وإلى رمز لإرادة دولة تسعى لبناء مستقبل يقوم على العلم والتخطيط والاستثمار فى التكنولوجيا المتقدمة.

إنها محطة لا تنتج فقط كهرباء، بل تنتج ثقة وطنية جديدة.