تعرف على التواضع فى الإسلام وصفات عباد الرحمن
ذكر الله سبحانه عباد الرحمن وصفاتهم فكان أول ما وصفهم به قوله: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}[الفرقان:63]. أي أنهم يمشون متواضعين غير متكبرين.
وذكر الدكتور فتحي حجازي استاذ البلاغة جامعة الازهر ومن كبار العلماء وعضو هيئة تدريس جامعة الازهران قال لقمان لابنه وهو يعظه: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}(لقمان:18). أي لا تحتقر الناس، ولا تتكبر عليهم، ولكن تواضع فإن التواضع من أخلاق الكرام، كما أن الكبر والعجب من أخلاق اللئام.
قال عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ اللَّهَ تعالى أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، حَتَّى لَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، ولَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ)[أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ].
والتواضع كما أنه من أفضل ما يتخلق به الإنسان، فإنه مع ذلك عبادة من أجل العبادات، قالت عائشة رضي الله عنها: "إنكم لتغفلون عن أفضل العبادة.. التواضع".
والتواضع كما عرفه العلماء، وتحدث عنه الأفاضل الأماجد الكرماء:
هو الخضوع للحق، وقبوله من كل من جاء به. كما أن الكبر كما قال عليه الصلاة والسلام: (بَطَرُ الحقِّ، وغَمْطُ الناس)، أي ردُّ الحق، واحتقارُ الخلق.
وقيل: هو رؤية النعم والآلاء، وملاحظة التقصير، فينتج عن ذلك حالة من التواضع.
وقيل: ألا ترى لنفسك فضلا على أحد من الخلق.
قال مطرف بن عبدالله بن الشخير: "والله ما رأيت أحدا من المسلمين إلا ظننت أنه خير مني: إن كان أكبر مني قلت أطاع الله قبلي وعبده أكثر مني، وإن كان أصغر مني قلت عصيت الله أكثر منه".
وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسمل بالتواضع فقال: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}[الحجر:88]، وقال: {وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ}[الشعراء:215].
فاستجاب لأمر ربه، فرغم أنه كان أكرمَ الناس، وأفضلَ الناس، أزكاهم نفسا، وأشرفَهم نسبا، وأعلاهم قدرا، وأحسنَهم خلقا، وأشدَّهم مروءةً وكرما، وأفضلَهم منزلة عند الله، إلا أنه أيضا كان أكثرَهم تواضعا لله سبحانه ولخلق الله.
كان صلى الله عليه وسلم يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويقول: (إنما أنا عبد، أجلس كما يجلس العبد، وآكل كما يأكل العبد).