رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

37 عاماً على إعلان استقلال فلسطين

بوابة الوفد الإلكترونية

غزة غارقة فى الدم والأمطار.. والضفة يبتلعها التهويد والاستيطان
السلطة تخلت عن القطاع منذ انقلاب حماس.. والاحتلال يستثمر الانقسام

 

حلت أمس الذكرى السابعة والثلاثون لاستقلال فلسطين بإعلان قيام الدولة فى 15 نوفمبر 1988، والذى تم فى الجزائر، حيث أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية قيام الدولة المستقلة على أرضها وعاصمتها القدس الشريف. وبصياغة الإعلان من قبل الشاعر الفلسطينى محمود درويش، وألقاه الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، الذى انتخب لاحقاً كأول رئيس لدولة فلسطين.
تأتى ذكرى الاستقلال الفلسطينى وسط ظروف كارثية بقطاع غزة حيث الإبادة الصامتة بعرقلة دخول المساعدات الضرورية والتلكؤ من جانب الاحتلال بدعم أمريكى فى الايفاء ببدء المرحلة الثانية من خطة سلام غزة الموقعة فى أوائل أكتوبر الماضى بشرم الشيخ.
فيما تكافح الضفة المحتلة ضرب حل الدولتين طبقاً لاتفاق «أوسلو» والذى تحول لحبر على ورق ودماء على الأرض فى ظل تهجير صامت لاهالى الضفة بتوسعات استيطانية على أراضى السلطة الفلسطينية فقد أعلنت مؤسسة الاتحاد الأمريكى اليهودى فى نيويورك المعروفة بـ(UJA-Federation) عن تخصيص مبلغ 145 مليون دولار لدعم مشاريع خاصة بها وبحلفائها فى القدس، وذلك ضمن سياق حملة لتهويد المدينة المقدسة.
يتزامن ذلك مع انقسام فلسطينى بين كبرى حركات المقاومة الفلسطينية فتح  وحماس والتى استغلتها حكومة الاحتلال الصهيونى للقضاء على ما تبقى من حلم الدولة الفلسطينية رغم الدعم العالمى لهذا الحق إلا أن الفلسطينيين انفسهم أضاعوا تلك الفرصة. وتلك تساؤلات حتمية حول المسار الوطنى الفلسطيني؛حيث لم يعد هذا اليوم مجرد احتفال بالماضى، بل تحول إلى مناسبة لتقييم استراتيجى لمشروع الدولة فى ظل تحديات غير مسبوقة، تمتد من غياب السيادة على الأرض إلى تجزئة الكيان السياسى داخليا.
ولقد تسبب الانقسام إلى وجود مشروعين سياسيين متنافسين، ما أحدث شللاً وعجزاً عن تمثيل الشعب الفلسطينى بفعالية. ما خلق ازدواجية إدارية، حيث تقام الاحتفالات فى الضفة المحتلة بينما يعانى القطاع من مآس إنسانية. ما كرس هذا الشعور بالانفصال بين القيادة والواقع المأساوى على الأرض، واثار تساؤلات حاسمة حول مشروعية الاحتفال بوحدة وهمية. ويعنى ذلك أن الفلسطينيين يحتفلون بدولة الانقسام الأبدى، التى لا يجمعها فى سوى التاريخ والاسم.
لقد تحول إعلان 1988 لنص إنسانى وسياسى طموح إلا أن السياسة بلا قوة سيادية تتحول إلى بلاغة فارغة. وأن الإصرار على الاحتفال بهذا التاريخ اليوم هو تمسك عنيد بنموذج سياسى انتهى صلاحيته وأصبح يخدم مصالح استمرار الوضع الراهن أكثر مما يخدم مشروع التحرير. فى الوقت الذى تخلتفيه السلطة الفلسطينية عن قطاع غزة ابان انقلاب حركة حماس عليها فى مايو 2007
يكافح القطاع كارثة طبيعية خلال الساعات السابقة فى ظل إبادة صامتة من جانب قوات الاحتلال وتضررت عشرات آلاف الخيام بفعل الأمطار الغزيرة، حيث غرقت خيام النازحين فى مراكز الإيواء، ما دفع الأسر لتوجيه نداءات استغاثة عاجلة بعد تدمر متعلقاتهم البسيطة فقد طل الشتاء برأسه الثقيل على الغزيين، النازحين والمشردين فى شوارع القطاع يعيشون أحد أسوأ أيامهم على الصعيد الإنساني.
وتأثرت الأراضى الفلسطينية بمنخفض جوى عميق ترافقه كتلة هوائية باردة ورياح قوية وأمطار غزيرة، الأمر الذى فاقم معاناة نحو مليون ونصف المليون نازح فى قطاع غزة، بعد أن أغرقت مياه الأمطار خيامهم المتهالكة وحولت كثيراً من المخيمات إلى برك طينية لا تصلح للعيش.
وقال «حازم قاسم» المتحدث بإسم حركة حماس إن الكارثة التى يعيشها قطاع غزة والتى تصاعدت مع دخول فصل الشتاء، تستدعى موقفاً واضحاً من جامعة الدول العربية، يستند إلى الوثيقة التأسيسية للجامعة، وكذلك منظمة المؤتمر الإسلامى.
وأشار «قاسم» إلى أن أهالى قطاع غزة يتعرضون لحرب إبادة بالرغم من الإعلان عن توقف الحرب، عبر تقيد المساعدات ومنع الإعمار واستمرار الحصار فى ظروف حياتية قاهرة.
وحذر رئيس بلدية دير البلح نزار عياش، من أن أوضاع عشرات آلاف النازحين فى قطاع غزة تتجه نحو كارثة حقيقية بعد غرق مساحات واسعة من مخيمات النزوح خلال الساعات الماضية، رغم أن فصل الشتاء لم يبدأ فعلياً بعد.
وقال «عياش» إن موجة الأمطار الأخيرة أظهرت هشاشة المخيمات التى أُقيمت فوق أراضٍ طينية تتجمع فيها المياه بسرعة، ما أدى إلى تسربها فورا إلى داخل الخيام. وأشار إلى أن الخطورة تتركز فى مناطق: صحن البركة، وادى السلقا، خط 24 قرب المستشفى الأمريكى، والمناطق الساحلية المحاذية لشط البحر.
وأوضح «عياش» أن البلدية تلقت عشرات النداءات من نازحين غرقت خيامهم فى وقت تعانى فيه من نقص حاد فى الآليات والجرافات وضعف القدرة على توفير الرمال اللازمة لحماية الخيام. وأكد أن نحو 300 ألف نازح يقطنون فى دير البلح وحدها، يعيش معظمهم فى خيام مهترئة لا توفر أى حماية من الأمطار أو الرياح.
وتزامنت هذه التحذيرات مع تفاقم الأوضاع الإنسانية فى مختلف مناطق القطاع، حيث أغرقت الأمطار خيام النازحين فى مراكز الإيواء، ما دفع الأسر لتوجيه نداءات استغاثة عاجلة بعد تدمّر متعلقاتهم البسيطة.
وفى محافظة غزة، قال الدفاع المدنى إن حالات غرق الخيام تركزت فى النفق والدرج واليرموك والزيتون ومخيم الشاطئ.
كما شدد المكتب الإعلامى الحكومى فى بيان سابق، أنه مع دخول فصل الشتاء بقوة تتزايد معاناة المواطنين وتتفاقم المأساة الإنسانية لقرابة مليون ونصف مليون إنسان من سكان غزة فى الخيام. ويعيش معظم النازحين فى خيام تالفة، إذ قدر المكتب الإعلامى الحكومى نهاية سبتمبر الماضى أن نحو 93% من الخيام غير صالحة للإقامة، أى ما يقارب 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفاً.
وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» من تداعيات كارثية للمنخفض الجوى على مئات آلاف النازحين، مشيرة إلى أن أكثر من 282 ألف منزل تعرض للتدمير أو الأضرار خلال عامين من الحرب، ما ترك مئات آلاف الأسر دون مأوى حقيقى يقيهم الأمطار والبرد.