علماء روس يكتشفون جذع شجرة نادر يثير الحيرة
تمكن علماء من جامعة سانت بطرسبورغ الحكومية، الواقعة في منطقة لينينغراد، من اكتشاف جذع شجرة متحجر محفوظ بجذوره بشكل استثنائي، يعود إلى العصر الديفوني قبل حوالي 385 مليون سنة، يُعتبر هذا الاكتشاف خطوة نوعية في تعميق الفهم العلمي لجغرافيا وأعمار النباتات الخشبية المبكرة، وفقًا لما أعلنته الجامعة.

آنا لوباروفا، المتخصصة في الحفريات النباتية وعضو قسم الجيولوجيا الإقليمية في الجامعة، أشارت إلى أهمية هذا الاكتشاف الذي قد يكون الأقدم على الأراضي الروسية، والذي يتميز بنظام جذور متطور مرتبط مباشرة بالجذع الرئيسي للنبات، كما سلطت الضوء على أهمية العينة في دراسة الكائن المثير للجدل المعروف بالفطر العملاق أو البروتوتاكسايت، حيث تظل طبيعته غير مفهومة بالكامل رغم أكثر من قرن ونصف من البحث العلمي. وأكدت أن الفحص التفصيلي للبنية التشريحية للعينة سيمنح فرصة لإعادة النظر في توصيفات المواد السابقة المرتبطة بالبروتوتاكسايت.
الجذع تم العثور عليه في محجر شالوفو بيريتشيسك الرملي بمنطقة لوجسك القريبة من بطرسبورغ. واستغرقت أعمال التنقيب أسبوعًا كاملاً ابتداءً من 27 أكتوبر. في البداية، اعتقد العلماء أن العينة تعود لبروتوتاكسايت، الذي يُعتقد عمومًا أنه فطر عملاق، لكن أثناء عملية تنظيفها، كشف وجود جذور واسعة النطاق عن مسار مختلف تمامًا في التفسير، مما عدّل الفرضيات السابقة.
الدراسة التفصيلية لهذه العينة ستُمكن الباحثين من تحديد تصنيفها بدقة، وفهم خصائصها، وتأثيرها في البيئة الأرضية المبكرة. إضافة لذلك، سيُساهم البحث في إلقاء الضوء على دور هذه النباتات في تشكيل التربة البدائية وآليات تكيفها مع الظروف المحيطة. بعد استكمال أعمال البحث والترميم، سيتم عرض العينة كجزء من مجموعة متحف الحفريات التابع للجامعة.
ديمتري غريغوريف، رئيس فريق البحث ومدير متحف الحفريات، أكد أن هذه الدراسات لا تقتصر أهميتها على إثراء المعرفة العلمية حول أقدم النباتات الخشبية فقط، بل تسهم أيضًا في تعزيز مكانة روسيا عالميًا في مجال البحث النباتي الأحفوري.



