ريال مدريد تحت الضغط… غياب الانتصارات يكشف أزمات خفية والنادي يجدد ثقته في تشابي ألونسو

يعيش ريال مدريد أجواءً مضطربة خلال الأسابيع الأخيرة بعد تراجع نتائجه في البطولات المختلفة، وهو ما أثار موجة كبيرة من الجدل حول الفريق، خاصة بعد فشله في تحقيق الفوز خلال آخر مباراتين أمام ليفربول في دوري أبطال أوروبا ورايو فاليكانو في الدوري الإسباني.

 فقد تلقى الفريق هزيمة مؤلمة أمام ليفربول بهدف دون رد على ملعب أنفيلد، قبل أن يتعثر مرة أخرى بتعادل سلبي مخيب على أرضه أمام رايو فاليكانو، وهو ما وضع علامات استفهام عديدة حول حالة الفريق الفنية والذهنية.

وجاءت هذه النتائج بعد أيام قليلة من فوز مهم حققه ريال مدريد على غريمه برشلونة في "الكلاسيكو"، وهو الفوز الذي توقع الكثيرون أن يكون نقطة انطلاق نحو مرحلة أكثر استقراراً، لكن ما حدث لاحقاً أعاد الجدل إلى الواجهة، وأثار التساؤلات حول ما إذا كان الفريق يعاني من أزمات داخلية تؤثر على تركيزه وقدرته على الاستمرار في المنافسة.

وكشفت صحيفة "آس" الإسبانية في تقرير حديث لها أن جزءًا من الضجيج المحيط بالفريق كان متعلقاً بسلوك النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور خلال مباراة برشلونة الأخيرة، حيث نشب خلاف داخل غرفة الملابس بسبب انفعالات اللاعب. ووفقاً للتقرير، فقد تم احتواء الموقف داخل الفريق بعد جلسة حوار بين اللاعب والجهاز الفني وقيادة غرفة الملابس، ليقدم فينيسيوس اعتذاراً رسمياً لزملائه، وهو ما تم قبوله دون أن يترك الأمر أي آثار سلبية لاحقة.

وأكدت الصحيفة أن هذا الموقف كان أحد العوامل التي تمت المبالغة فيها إعلامياً، بينما باقي الشائعات المتداولة حول أزمات خطيرة داخل النادي بين اللاعبين والجهاز الفني، أو خلافات تتعلق بقرارات تشابي ألونسو، لا تمتّ للواقع بصلة، وأن الكثير مما تم تناقله في الأيام الأخيرة لا يعدو كونه تكهنات دون أدلة.

وأشار التقرير إلى أن اللحظة الحالية، رغم صعوبتها، تشهد قدراً كبيراً من الوعي داخل النادي، حيث تخضع كل التفاصيل لتحليل دقيق في محاولة لفهم أسباب التراجع واستعادة أداء الفريق الحقيقي. ورغم الضجيج الإعلامي، فإن الثقة داخل إدارة ريال مدريد في المدير الفني تشابي ألونسو تظل قوية، إذ يرى النادي أن المدرب الشاب لديه القدرة على إعادة الفريق إلى المسار الصحيح.

ويؤمن ألونسو بدوره أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة، فهو يدرك جيداً طبيعة النادي والتوقعات الكبيرة الموضوعة عليه، كما يدرك أن الفريق ما يزال يمتلك الوقت والإمكانات لاستعادة شخصيته التنافسية التي تظهر على فترات متقطعة. والتحدي الأكبر أمام الجهاز الفني اليوم يتمثل في تحقيق الاستمرارية في الأداء، ومعالجة التذبذب الذي ظهر في المباريات الأخيرة، حتى يعود ريال مدريد إلى المنافسة بقوة هذا الموسم.

وهكذا، ورغم الضغوط الكبيرة، يبقى التفاؤل موجوداً داخل النادي، مع قناعة بأن الفريق قادر على الخروج من هذه الفترة الصعبة والإجابة في الملعب، كما اعتاد عبر تاريخه الطويل.