رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

اﺟﺘﻤﺎﻋﺎت ﻟﻠﻘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺸﻬﺮ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة

مصر تسابق الزمن لإجهاض مخطط تقسيم السودان

بوابة الوفد الإلكترونية

دعم الرباعية الدولية لمقترح وقف لإطلاق النار على مرحلتين

 

تسابق مصر الزمن لإجهاض مخطط تقسيم السودان بدعم الدولة السودانية ووحدة أراضيها من خلال الزيارا ت المكوكية المتبادلة بين مسئولى البلدين وآخرها زيارة وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى لبورسودان واجتماعه مع رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السودانى الفريق «عبدالفتاح البرهان».

كما تشهد القاهرة خلال الأيام المقبلة جولة جديدة من جولات الحوار السودانى يجمع القوى السياسية فى السودان لاستئناف العملية السياسية ووقف إطلاق النار وذلك استكمالا لمشاورات «نيون» السويسرية التى شهدت توافقا مبدئيا على ضرورة وقف القتال وإطلاق عملية سياسية شاملة تمهد لحكم مدنى ديمقراطى فى السودان وهو ما يمكن البناء عليه وإكمال المشاورات إزاءه.

أكدت الإدارة الأمريكية، أنها تعمل بشكل مكثف على دفع الأطراف السودانية نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، فى ظل استمرار القتال بين الجيش والدعم السريع منذ أكثر من عامين ونصف.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، «كارولين ليفيت»، فى تصريحات للصحفيين، إن الإدارة منخرطة بشكل كبير فى المحادثات الرامية إلى إنهاء القتال فى السودان مشددة على أن واشنطن تسعى إلى رؤية نهاية سلمية للصراع، كما فعلت فى نزاعات أخرى.

وفى تحول دبلوماسى لافت، بدأت المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة فى الانتقال من مرحلة تقديم المقترحات إلى تنفيذ فعلى لوقف إطلاق النار الإنسانى فى السودان.

وكشفت مصادر دبلوماسية غربية عن أن المجموعة الرباعية الدولية، بقيادة الولايات المتحدة وبدعم من الاتحاد الأوروبى وشركاء إقليميين، بدأت فى اتخاذ خطوات عملية لتنفيذ وقف إطلاق النار الإنسانى الذى تم اقتراحه فى واشنطن وذلك فى ظل استمرار الانتهاكات الميدانية. وأكدت المصادر أن خيار الفرض بالقوة لا يزال مطروحا فى حال استمرار الانتهاكات وعدم الالتزام بالاتفاق. وتأتى هذه التحركات بعد أشهر من المفاوضات حيث تسعى الرباعية إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال القتالية عبر تنسيق دولى واسع النطاق.

وقدمت قيادة الجيش السودانى، المتمركزة فى مدينة بورتسودان، مقترحا خاصا بها إلى مجموعة العمل فى القاهرة، يتضمن وقفا لإطلاق النار على مرحلتين: الأولى تمتد لثلاثة أشهر، والثانية لتسعة أشهر. ورغم أن مسئولى الرباعية أكدوا استلام المقترح، فإنهم يواصلون الضغط لاعتماد الخطة الأصلية التى تم طرحها فى واشنطن. ويُنظر إلى مقترح الجيش على أنه محاولة لإعادة تشكيل مسار التفاوض أو تأجيل الالتزام بالخطة الدولية، بدلًا من تبنيها بشكل مباشر.

وأعلنت ميليشيا الدعم السريع قبولها العلنى لمقترح الرباعية، وأبدت استعدادها للمضى قدما وفقا للشروط التى تم تحديدها فى واشنطن. ويعد هذا الإعلان خطوة مهمة فى سياق التفاوض، حيث يعكس استعداد طرف رئيسى فى النزاع للانخراط فى عملية وقف إطلاق النار. ويأتى هذا القبول فى وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على الأطراف السودانية لوقف القتال، خاصة بعد تصاعد الانتهاكات فى مناطق النزاع، وتدهور الوضع الإنسانى بشكل غير مسبوق.

وأشارت المصادر إلى أن مجموعة العمل، التى يقودها مستشار البيت الأبيض لشئون إفريقيا، «مسعد بولس»، تلقت ملاحظات الجيش السودانى، لكنها تركز الآن على تنفيذ الخطة الأصلية التى تتضمن وقفا فوريا للأعمال القتالية وتأمين الممرات الإنسانية. وتعمل الرباعية على حشد دعم دولى منسق لإجبار الأطراف غير المتجاوبة على الالتزام، فى حال تعذر الوصول إلى توافق طوعى. ويعد هذا التحول من المقترحات إلى التنفيذ مؤشرًا على نفاد صبر المجتمع الدولى تجاه استمرار النزاع، وغياب التقدم فى مسار الحل السياسى.

ووصف «يان إيجلاند»، الأمين العام للمجلس النرويجى للاجئين، الوضع الإنسانى فى شمال إقليم دارفور وخصوصا حول مدينة الفاشر، بأنه مروع محذرا من تفاقم الكارثة مع اقتراب فصل الشتاء.

وقال إيجلاند، إن المنطقة تشهد فظائع ومجازر وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ارتكبتها قوات الدعم السريع التى تسيطر على الفاشر، مضيفًا أن الكثير من المدنيين غير قادرين على مغادرة المدينة وهناك خشية حقيقية على حياتهم.

وكشف عن أن المجلس النرويجى للاجئين يمتلك برنامج مساعدات ميدانى يضم 48 عاملاً فى المنطقة، ويعمل على إيصال الإغاثة إلى منطقة طويلة، موضحًا أن نحو 380 ألف شخص تلقوا مساعدات من المجلس ومنظمات إنسانية أخرى، إضافة إلى جهود المجتمع المدنى السودانى الذى وصفه بأنه قام بعمل بطولى فى ظروف بالغة القسوة.

وأكد المسئول الإنسانى أن السودان يعيش أكبر أزمة إنسانية فى العالم حالياً، مشيرًا إلى أن أكثر من 10 ملايين شخص نزحوا من منازلهم، بينما يتجاوز عدد المحتاجين للمساعدات 20 مليوناً.

وحذر إيجلاند من أن الأوضاع ستزداد سوءاً مع قدوم الشتاء، خاصة بالنسبة للنازحين الذين يعيشون فى العراء أو فى مراكز إيواء مؤقتة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، متعهداً بزيادة حجم المساعدات، لكنه شدد على أن المنظمات الإنسانية بحاجة ماسة إلى دعم إضافى من الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج لأن الكثير من الأسر السودانية فقدت مصادر دخلها ومأواها

كما ناشد الأمين العام للمجلس النرويجى الدول التى تمتلك نفوذا فى السودان وهى مصر والولايات المتحدة، والسعودية، والإمارات إلى التحرك الجاد لفتح مسارات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، ودعم جهود التوصل إلى اتفاق سلام شامل

وأضاف أن الدول الأربع أبدت التزامها بالعمل على تسهيل دخول المساعدات والوصول إلى المدنيين المتضررين، لكن ذلك ما يزال يحتاج إلى خطوات عملية عاجلة على الأرض.