رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

“أكاديمية الأزهر العالمية” تناقش الفقه التراثي الافتراضي في ضوء تحديات العصر الحديث

بوابة الوفد الإلكترونية

بتوجيهاتٍ كريمةٍ من الإمام الأكبر  أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتنفيذًا لخطط الأزهر في تجديد الخطاب الديني وتطوير أدوات البحث الفقهي، تنظم أكاديمية الأزهر العالمية ندوةً علميةً رفيعة المستوى بعنوان:“مسائل الفقه التراثي الافتراضية التي وقعت في عصرنا الحاضر.. تأصيل وتخريج”.

 وذلك يوم الاثنين القادم في تمام الساعة 11 صباحًا بقاعة مؤتمرات الأزهر الحديثة بمدينة نصر، والدعوة عامة للباحثين والمتخصصين وطلاب الدراسات العليا في الفقه وأصوله.

الندوة تأتي في إطار اهتمام الأزهر الشريف بإحياء التراث الفقهي الأصيل وربطه بالقضايا الحديثة التي يواجهها الإنسان في ظل التطورات العلمية والتقنية والاجتماعية، وتأكيد دوره كمنارةٍ علميةٍ عالميةٍ تجمع بين التحقيق العلمي الراسخ والاستجابة الواعية للتغيرات العصرية.

 

التجديد في ضوء الثوابت الشرعية

وأكد فضيلة الأستاذ الدكتور حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية، أن هذه الندوة تأتي استكمالًا لسلسلة الندوات العلمية التي تنظمها الأكاديمية شهريًا، والتي تهدف إلى تأصيل الفكر الفقهي الأصيل وتفعيله في الواقع المعاصر، من خلال حوار علمي يشارك فيه كبار علماء الأزهر وأساتذة الشريعة والقانون.

وأضاف فضيلته أن الأزهر الشريف، بقيادة الإمام الأكبر  أحمد الطيب، يولي اهتمامًا بالغًا بتجديد الخطاب الديني القائم على الأصول الشرعية لا على التنازل عن الثوابت، مؤكدًا أن التجديد عند الأزهر يعني إعادة تقديم التراث بروحٍ معاصرةٍ ومنهجيةٍ علميةٍ دقيقة، وليس الانفصال عنه أو تجاوزه.

وأشار الدكتور حسن الصغير إلى أن الهدف من هذه الندوة هو تأصيل المنهج الأصولي والفقهي في دراسة المسائل الافتراضية التي ناقشها العلماء في كتبهم القديمة، ثم تحققت فعليًا في زماننا الحديث مع تطور العلوم والتقنيات، مما يقتضي النظر فيها بفقه الواقع وتخريجها تخريجًا علميًا منضبطًا.

 

أعلام الأزهر المشاركون في الندوة

يشارك في الندوة نخبة من كبار العلماء والأساتذة المتخصصين، على رأسهم:

فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمود عبد الرحمن – أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، جامعة الأزهر.

فضيلة الأستاذ الدكتور/ السيد مهران – أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بأسيوط.

وسيتناول الأساتذة المشاركون خلال الندوة ضوابط النظر في المسائل الافتراضية، وكيفية التعامل معها في ضوء القواعد الأصولية والمقاصدية، إلى جانب أبرز التطبيقات الواقعية المعاصرة لهذه المسائل، مثل القضايا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والمعاملات الرقمية، ونوازل الطب الحديث، والمستجدات الاجتماعية.

كما ستركز الندوة على منهجية الاجتهاد والإفتاء في العصر الحديث، وتوضيح كيفية الاستفادة من التراث الفقهي في بناء الفتوى المعاصرة، بما يضمن اتساقها مع روح الشريعة ومقاصدها العليا.

 

الفقه الافتراضي بين الماضي والحاضر.. رؤية تأصيلية

وأوضح الدكتور حسن الصغير أن مفهوم “المسائل الافتراضية” في التراث الفقهي هو ما كان يطرحه العلماء من أسئلة نظرية لم تقع بعدُ في زمانهم، لكنهم اجتهدوا في تصورها وبيان حكمها، استعدادًا لوقوعها مستقبلًا.


وقد تحقق بالفعل وقوع كثير من هذه المسائل في عصرنا الحاضر، مع التطورات التكنولوجية والطبية والاقتصادية، مما يجعل من الضروري إعادة دراستها وتحليلها من منظور علمي ومنهجي معاصر.

وأشار إلى أن هذه الندوة تمثل جسرًا بين فقه الأمس وواقع اليوم، لأن القضايا التي كانت في الماضي “افتراضية” أصبحت اليوم “واقعية”، وهو ما يستدعي فقهًا جديدًا في التنـزيل والتطبيق دون المساس بجوهر النصوص.

 

منهج الأزهر في تجديد الفقه.. الثابت والمتغير

تأتي الندوة في سياق الجهود المستمرة التي يبذلها الأزهر الشريف لتقديم نموذجٍ يجمع بين احترام الثوابت واستيعاب المتغيرات، من خلال التعمق في فقه المقاصد الشرعية ومراعاة أحوال الناس وظروفهم.

ويؤكد القائمون على الندوة أن الفقه الإسلامي يمتلك من المرونة والعمق ما يجعله صالحًا لكل زمانٍ ومكان، شرط أن يُدرس بوسائل منهجية تراعي المقاصد، وتفهم الواقع قبل إصدار الأحكام.

فمن خلال هذه اللقاءات العلمية، تسعى الأكاديمية إلى تأهيل الأئمة والباحثين على مهارات الاجتهاد المقاصدي، وتزويدهم بأدوات فهم النص الشرعي وتطبيقه في ضوء النوازل المعاصرة، بما يُحقق التوازن بين النقل والعقل، وبين النص والمصلحة.

 

سلسلة ندوات علمية متواصلة لخدمة الفكر الوسطي

تُعد هذه الندوة واحدة ضمن سلسلة علمية شهرية تنظمها أكاديمية الأزهر العالمية، وتتناول موضوعات متنوعة تتعلق بتجديد الفقه الإسلامي، وتعزيز مهارات الحوار، والتعامل مع قضايا الواقع من منظور شرعي وعلمي متوازن.

وقد أكدت الأكاديمية أن جميع فعالياتها مفتوحة أمام الباحثين وطلاب العلم والعاملين في مجالات الدعوة والإفتاء، انطلاقًا من رسالة الأزهر الشريف في نشر الفكر الوسطي، وترسيخ قيم الرحمة والعقل والعلم.