رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

المتحف المصرى الكبير.. أول صرح ذكى يربط الحضارة بالتكنولوجيا

بوابة الوفد الإلكترونية

طلعت: رقمنة التراث المصرى خطوة فى طريق مصر الرقمية

طوابع بريدية بتقنية QR توثق الحدث التاريخى لأول مرة

تنظيم الاتصالات: تغطية فائقة الجودة للمتحف والمناطق المحيطة

 

لم يكن افتتاح المتحف المصرى الكبير مجرد احتفال بصرح أثرى ضخم طال انتظاره، بل كان إعلانًا رسميًا عن ميلاد أول متحف ذكى فى الشرق الأوسط، يوظف أحدث تقنيات الاتصالات والتحول الرقمى لخدمة الزوار، وليقدم للعالم تجربة غير مسبوقة فى تلاقى الحضارة مع التكنولوجيا.

فبين جدران المتحف التى تحكى قصة آلاف السنين، تنبض اليوم شبكات رقمية فائقة السرعة، وكاميرات ذكية، وأنظمة عرض تفاعلية مدعومة بالواقع المعزز، لتجعل الزائر يعيش التاريخ وكأنه جزء منه.

 

طلعت: المتحف يقدم تجربة رقمية تضاهى كبرى المتاحف العالمية

أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن افتتاح المتحف المصرى الكبير فى الأول من نوفمبر يمثل حدثًا استثنائيًا يجمع بين عبقرية التاريخ المصرى وقدرة الدولة على مواكبة التطور الرقمى العالمى، موضحًا أن الهدف من هذا الجهد الضخم هو أن يستمتع الزوار بالمعروضات الفريدة فى بيئة رقمية متكاملة، تُمكنهم من التفاعل مع التاريخ عبر أدوات تكنولوجية حديثة، مشيرًا إلى أن فرق العمل فى الوزارة بذلت جهدًا كبيرًا فى دعم شبكات الاتصالات وتوسيع سعتها داخل منطقة الأهرامات والمتحف استعدادًا لاستقبال آلاف الزوار يوم الافتتاح.

وأضاف طلعت أن خدمات الاتصالات تم تعزيزها بالكامل، إذ تم إنشاء أبراج جديدة مخصصة بتصميمات تتناسب مع الطابع الأثرى لضمان توفير تغطية كاملة واتصال مستقر بالإنترنت داخل المتحف ومحيطه، موضحًا أن الوزارة وضعت خطة متكاملة لضمان استمرارية الخدمة بجودة عالية حتى بعد الافتتاح، باعتبار أن المتحف سيكون مركزًا دائمًا للجذب السياحى والبحثى على مدار العام.

شبكات ذكية تربط الماضى بالمستقبل

المتحف المصرى الكبير ليس مجرد صرح أثري؛ بل هو نموذج للمدن الذكية المصغرة، حيث تُدار عملياته التشغيلية عبر منظومة رقمية متصلة بالشبكات القومية للاتصالات، تتيح هذه المنظومة إدارة الإضاءة، والمراقبة، وأنظمة التهوية والطوارئ بشكل مركزى ذكى، كما تسمح للزوار باستخدام تطبيقات تفاعلية للتنقل داخل القاعات وتعرف تاريخ القطع الأثرية عبر رمز QR يُثبت بجوار كل معروضة.

وأوضح الوزير أن التكنولوجيا أصبحت جزءًا من التجربة الثقافية نفسها، فكل شاشة عرض رقمية داخل المتحف مزودة بأنظمة ذكاء اصطناعى تُفسر المعلومات بلغات مختلفة وفق جنسية الزائر، لتتحول الزيارة إلى رحلة شخصية رقمية فريدة لكل فرد.

تنظيم الاتصالات: تغطية كاملة لمحيط المتحف

فى ضوء توجيهات وزير الاتصالات، وضمن خطة الدولة للتحول الرقمى فى القطاعات السياحية والثقافية، قام الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بتنفيذ خطة غير مسبوقة لتأمين جودة الخدمات داخل منطقة المتحف والمناطق المجاورة له.

وقال الجهاز إنه تم دعم الشبكات بأبراج ومحطات جديدة، وإجراء قياسات دقيقة لجودة الخدمة فى الطرق المؤدية إلى المتحف، بدءًا من المطارات وحتى ميدان الرماية، لضمان عدم انقطاع الاتصال أثناء الافتتاح أو بعده، موضحًا أنه تم نشر نقاط اتصال Wi-Fi عامة مجانية فى الساحات الخارجية والداخلية للمتحف، لتسهيل تواصل الزوار ومساعدتهم فى استخدام التطبيقات الرقمية الخاصة بالمتحف.

وأكد الجهاز أن هذه التجهيزات ستظل قائمة كجزء من مشروع مصر الرقمية، الذى يهدف إلى جعل المناطق الأثرية والسياحية مجهزة بالكامل بخدمات اتصالات عالية الكفاءة.

ولأن مصر أرادت أن تحفظ هذا الحدث للأجيال القادمة، أطلقت وزارة الاتصالات من خلال الهيئة القومية للبريد مجموعة طوابع تذكارية مزودة بتقنية QR Code، وهى خطوة تعد الأولى من نوعها فى تاريخ البريد المصرى، تتيح هذه الطوابع للمهتمين مسح الرمز الذكى عبر الهاتف المحمول للوصول إلى محتوى رقمى يتضمن معلومات وصورًا عن المتحف وتاريخه ومقتنياته النادرة.

أكد الدكتور عمرو طلعت أن هذا الإصدار الجديد يجسد فلسفة الوزارة فى الدمج بين التراث والتكنولوجيا، موضحًا أن الطابع البريدى أصبح اليوم أداة ثقافية رقمية تنقل صورة مصر للعالم بطريقة حديثة تحفظ أصالتها، مضيفًا أن الطوابع ليست مجرد أعمال فنية، بل وثائق رقمية تؤكد ريادة مصر فى استخدام أدوات الاتصال لخدمة الثقافة والحضارة.

أعربت داليا الباز، رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد، عن فخرها بمشاركة البريد المصرى فى هذا الحدث العالمى، مشيرةً إلى أن تصميم الطوابع التذكارية تم بعناية فائقة لتجسيد روعة المتحف المصرى الكبير وتكامله المعمارى والتكنولوجى، مضيفة أن الطوابع صُممت بحيث تجمع بين المظهر الكلاسيكى الذى يعبّر عن عراقة الحضارة المصرية، وبين العناصر الرقمية التى تعكس ملامح مصر الحديثة.

وأكدت أن البريد المصرى يُعد اليوم جزءًا من منظومة التحول الرقمى الوطنى، وأنه يلعب دورًا مهمًا فى توثيق الذاكرة الوطنية باستخدام أحدث التقنيات.

داخل المتحف، تُستخدم تقنيات العرض التفاعلى والواقع المعزز لإعادة إحياء التاريخ المصرى فى مشاهد رقمية نابضة بالحياة، ففى قاعة الملك توت عنخ آمون، يستطيع الزائر أن يرى مشهد التتويج فى عرض ثلاثى الأبعاد، بينما توفر الشاشات التفاعلية محاكاة لحياة المصريين القدماء من الزراعة إلى الفلك إلى الطب، فى تجربة بصرية وصوتية متكاملة.

وتتيح تطبيقات الهواتف المحمولة التعرف على كل قطعة أثرية من خلال رمز مخصص، ليحصل الزائر على شرح صوتى ومرئى بلغات متعددة، إلى جانب إمكانية حفظ التجربة رقميًا أو مشاركتها عبر شبكات التواصل الاجتماعى.

وأكد وزير الاتصالات أن هذه الحلول تم تنفيذها بواسطة فرق مصرية من المهندسين والمبرمجين الشباب، الذين أثبتوا أن التحول الرقمى فى مصر ليس شعارًا بل واقعًا يُبنى بالأيدى المصرية.

المتحف الذى يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية القديمة، صُمم ليكون ليس فقط مركزًا للعرض، بل منصة للبحث والتعليم الرقمى، فقد تم تجهيز مركز بحثى متكامل يتيح للعلماء والدارسين حول العالم دراسة القطع الأثرية افتراضيًا عبر بوابات رقمية، دون الحاجة إلى الحضور الفعلى.

ويمتد المتحف على مساحة نصف مليون متر مربع بإطلالة مباشرة على أهرامات الجيزة، ليصبح بذلك أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة فى العالم، وأول متحف مصرى يعتمد على البنية التحتية للاتصالات الذكية فى التشغيل والإدارة.

واختتم الدكتور عمرو طلعت تصريحاته مؤكدًا أن افتتاح المتحف المصرى الكبير هو نقطة التقاء بين الأصالة والمعاصرة، ورسالة من مصر إلى العالم بأنها قادرة على رقمنة تاريخها وصياغة مستقبلها بوعيٍ حضارى، مضيفًا: «ما نقدمه اليوم ليس فقط عرضًا لمقتنيات ثمينة، بل تجربة إنسانية وثقافية متكاملة، تؤكد أن مصر التى علمت البشرية معنى الحضارة، قادرة أن تقود العالم مجددًا فى عصر التكنولوجيا».