رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

خناقة وصرخات على الهواء في تونس بسبب المتحف المصري الكبير.. ما القصة (فيديو)

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

أثارت الضجة الإعلامية والفنية المصاحبة لافتتاح المتحف المصري الكبير في مصر موجة من التساؤلات في الأوساط الثقافية التونسية حول مدى استثمار تونس في موروثها الحضاري، في وقت يقدم فيه المتحف المصري نموذجاً متكاملاً للرؤية والتخطيط والاهتمام بالتراث. 

وفي حلقة “سين جيم مع ريم”، على راديو “ديوان إف إم”، تعالت النقاشات الحادة والصرخات على الهواء والمطالبات بتنشيط التراث والآثار التونسية على غرار ما تفعله مصر.

وفي سياق المقارنة، أشار نقاد تونسيون إلى أن المتاحف الكبرى في العالم، مثل اللوفر في باريس والمتحف البريطاني في لندن ومتحف الإرميتاج في روسيا، تضم آلاف القطع المصرية النادرة، وهو ما يبرز أهمية خطوة مصر في تجميع كنوزها داخل متحف وطني جامع يعكس حضارتها أمام العالم.

في المقابل، تحولت النقاشات في تونس إلى نقد ذاتي حاد، خصوصاً أن البلاد تمتلك أكبر مجموعة فسيفساء في العالم، لكنها تعاني من التشتت والإهمال وسوء العناية. 

ونوهوا إلى أن الكنوز موزعة بين متحف باردو وعدد من المتاحف الجهوية والمخازن، التي نادراً ما يقصدها الزوار، إضافة إلى ضعف الصيانة وقلة الترويج. 

كما أُثيرت انتقادات لغياب سياسة إعلامية أو درامية تعيد إحياء رموز التاريخ التونسي مثل حنبعل وعليسة، في وقت نجحت فيه مصر في تقديم حضارتها بصورة مؤثرة وجاذبة.

ويرى الخبراء أن تونس تهدر فرصاً سياحية واقتصادية هائلة بسبب غياب مشروع وطني متكامل لاستثمار ثروتها الأثرية، مؤكدين أن النجاح في عرض الحضارات لا يحتاج إلى ميزانيات ضخمة بقدر ما يتطلب رؤية شاملة واستمرارية في العمل، إلى جانب توظيف فني وتكنولوجي حديث. 

وختموا بأن التجربة المصرية في المتحف الكبير تمثل درساً في كيفية تحويل التاريخ إلى قوة ناعمة حقيقية يمكن أن تلهم دول المنطقة وفي مقدمتها تونس.

والمتحف المصري الكبير، الذي يُعد الأكبر في العالم المخصص لحضارة واحدة، يضم نحو 50 ألف قطعة أثرية من بينها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، ويعكس إنجازاً وطنياً ودولياً ضخماً جعل الأنظار تتجه إلى مصر بوصفها نموذجاً في توظيف التراث لخدمة السياحة والهوية الثقافية.

ويُقام المتحف على هضبة الجيزة على بُعد كيلومترين فقط من الأهرامات، ما يتيح للزوار تجربة سياحية متكاملة، مع توقعات بأن يستقبل أكثر من خمسة ملايين زائر سنوياً. 

كما يُعد من أبرز الإنجازات الهندسية والفنية في العالم، إذ تم تشييد المبنى حول تمثال رمسيس الثاني الذي نُقل خصيصاً ليتصدر مدخل المتحف، وتم توظيف التكنولوجيا لضمان تعامد الشمس على وجهه في اللحظة نفسها التي تتعامد فيها على وجه الملك في معبد الأقصر.

ويبرز المشروع المصري مثالاً على استمرارية الدولة في تنفيذ خططها بعيداً عن تغير الأنظمة، إذ بدأت فكرته عام 1996 واستمر العمل عليه لأكثر من عقدين حتى الاكتمال، بمشاركة أكثر من مئة مرمم اختيروا من بين عشرة آلاف متقدم، في دليل على حجم الجهد البشري والوطني المبذول.

اقرأ المزيد..