رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

فى الصميم

هنا القاهرة.. صيحة مدوية انطلقت من أرض مصر لتجوب أرجاء العالم، معلنة ميلاد أكبر متحف فى التاريخ، ذلك الصرح الذى يجمع بين عبق الحضارة وروح العصر.
من عند أقدام الأهرامات، ارتفعت راية جديدة للحضارة المصرية، تُعلن أن التاريخ لا يشيخ، وأن مصر–التى علّمت الإنسانية أول الحروف وأول القوانين–ما زالت قادرة على إبهار العالم بروائعها.
فى ليلة مضيئة بنور الفخر والإنجاز، احتشدت الأنظار نحو القاهرة، حيث تجلى الماضى فى أبهى صورة، وعانق الحاضر مجد الأجداد فى مشهد سيبقى خالدًا فى الذاكرة الإنسانية.
شهدت مصر أمس حدثًا استثنائيًا يليق بعراقة تاريخها وحضارتها الممتدة لأكثر من سبعة آلاف عام، بافتتاح المتحف المصرى الكبير فى مشهد مهيب يجسد عظمة هذا الوطن وتاريخه الخالد.
لقد كان الافتتاح تتويجًا لجهود استمرت لعقود من العمل الدءوب منذ وضع حجر الأساس للمتحف عام 2002، إذ حرصت الدولة على متابعة المشروع بكل دقة وعزم حتى اكتماله.
تسارعت وتيرة الإنجاز مع تكليف من القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أولى اهتمامًا خاصًا للمتحف بوصفه مشروعا ثقافيًا وحضاريًا عالميًا.
وجاءت قرارات حاسمة، بدءًا من قرار رئيس الوزراء عام 2016 بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصرى الكبير، وصولا إلى صدور القانون رقم 9 لسنة 2020، الذى أرسى كيان الهيئة كهيئة عامة اقتصادية تتبع وزارة الآثار.
اكتمل تشييد هذا الصرح الضخم عام 2021، على مساحة تتجاوز 300 ألف متر مربع، ليكون شاهدًا على جهود مصر لبناء مؤسسة تجمع بين الحضارة والتراث مع التكنولوجيا والحداثة.
الافتتاح كان بمثابة احتفال عالمى، شارك فيه أكثر من 80 وفدًا رسميًا و40 من الملوك والأمراء ورؤساء الدول والحكومات، ما يعكس المكانة الفريدة لمصر على الساحة الدولية.
المتحف المصرى الكبير ليس مجرد مشروع معمارى أو مكان لعرض القطع الأثرية؛ بل هو مركز جامع للثقافة الإنسانية يجمع بين ماضى الدولة وحاضرها ومستقبلها، كما أنه يحمل رسالة تؤكد أن مصر لم تكن يوما مجرد محطة فى التاريخ، بل هى مصنع الحضارة ومنبع العلوم والفنون والإبداع منذ فجر التاريخ.
فى هذه المناسبة العظيمة، تتوجه القلوب بالشكر لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يؤسس لنهضة شاملة لا تقتصر على التنمية الاقتصادية والبنية التحتية فحسب، بل تمتد لتشمل الحفاظ على الهوية المصرية وتعزيز مكانتها دوليًا.
كما احتفى التاريخ بمحمد على باشا كصانع نهضة مصر الحديثة، سيذكر أيضًا اسم الرئيس السيسى كمن قاد النهضة المصرية الجديدة بثبات ورؤية متبصرة تجمع بين التراث والانفتاح على المستقبل.
لقد أثبت الرئيس عبدالفتاح السيسى، عبر مواقفه الثابتة ورؤيته المتوازنة، أن مصر ركيزة أساسية فى دعم الاستقرار الإقليمى وصمام أمان للمنطقة بأسرها، فقد تبنى منذ توليه المسؤولية نهجا قائما على السلام والتنمية بديلا عن الصراعات، مؤمنًا بأن قوة مصر لا تقتصر على حدودها الجغرافية، بل تمتد إلى محيطها العربى والإفريقى.
وأسهمت تحركاته الدبلوماسية الحكيمة فى إعادة التوازن إلى ملفات إقليمية شديدة التعقيد، بدءًا من موقفه الحاسم تجاه الأزمة فى غزة ورفضه محاولات التهجير، مرورًا بجهوده لوقف نزيف الحرب فى السودان، ووصولًا إلى دعمه المستمر لحل سياسى شامل فى ليبيا يحفظ وحدة أراضيها وإرادة شعبها.
إنها سياسة تقوم على الواقعية والعقلانية والمسئولية، تعيد لمصر دورها التاريخى كقلب العروبة النابض وراعية الاستقرار فى الشرق الأوسط.
اليوم، يحق لكل مصرى أن يفخر بوطنه، حيث تعيد مصر بثبات كتابة تاريخها وترسم ملامح مستقبلها بقيادة حكيمة لا تدخر جهدًا فى سبيل رفعة الأمة وصون كرامتها.
حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها وجيشها وشرطتها الأبية، لتظل دائمًا رمزًا للحضارة ومصدرا للإلهام والسلام.
[email protected]