رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

وائل رضوان لـ"الوفد": الفراعنة أسّسوا أول فلسفة تدريب في التاريخ

بوابة الوفد الإلكترونية

  تحركت مؤسسات الشباب والرياضة في مصر وقدمت مشهد احتفالي حضاري خلال افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث جهزت مراكز الشباب والأندية شاشات ضخمة وفعاليات ميدانية تستعيد روح التاريخ وتربط الهوية الرياضية بجذور الدولة القديمة، وتؤكد الفعاليات أن الرياضة لم تكن يومًا نشاطًا ترفيهيًا عند المصري القديم، بل جزءًا من منظومة بناء الإنسان، ومحورًا لصناعة القوة والدفاع والحضارة.
 
ويضع الدكتور وائل رضوان، أستاذ علم النفس الرياضي والتاريخ بكلية علوم الرياضة بنين بجامعة حلوان، إطارًا علميًا لهذه اللحظة الوطنية، قائلاً في تصريح خاص لـ"الوفد" إن مصر "لا تكتفي بعرض آثارها، بل تُعيد قراءتها في ضوء حاضرها"، موضحًا أن الفراعنة أسسوا قبل آلاف السنين أول فلسفة تدريب متكاملة في التاريخ، جمعت بين بناء الجسد وصقل الإرادة وترسيخ الانتماء، ويشير إلى أن ما تشهده مراكز الشباب اليوم «يمثّل استعادة لمعنى اللاعب بوصفه وريث المحارب، لا مجرد متدرّب يسعى للياقة بدنية»، مؤكدًا أن الانتماء الحضاري يرفع الدافعية النفسية ويصنع أجيالًا تعي قيمتها وتاريخها وقدرتها على صناعة المستقبل.
 

وتحركت وزارة الشباب والرياضة لتوظيف لحظة افتتاح المتحف المصري الكبير كحدث وطني جامع، فتحت مراكز الشباب والأندية أبوابها و ساحاتها وشاشاتها، وأطلقت أجواء احتفالية تستعيد روح الحضارة المصرية التي صنعت أول فلسفة بدنية وتربوية في التاريخ.
 

 

 

احتفالات رياضية بروح المتحف الكبير


كما نفذت مديرية الشباب والرياضة بالجيزة خطة انتشار واسعة داخل 80 هيئة شبابية ورياضية، وجهزت ساحات عرض ضخمة لاستقبال الجمهور ومتابعة فعاليات إطلاق أكبر متحف لحضارة واحدة في العالم، بينما تزينت المقرات بالأعلام وتعلو الأغاني الوطنية، وتحركت فرق الجوالة والكشافة بروح تنظيمية تليق بمشهد حضاري أعاد تعريف الهوية المصرية أمام العالم.

 

 

 

من ساحات التدريب الفرعونية إلى ملاعب مراكز الشباب


 
وعملت مراكز الشباب على استعادة بُعد ظل غائبًا طويلًا الرياضي المصري بوصفه امتدادًا للمحارب الفرعوني، ذلك الذي نقش على جدران المعابد رياضة الجري ورمي الرمح والمصارعة ورفع الأثقال والسباحة والفروسية، قبل آلاف السنين من ظهور قوانين الألعاب الحديثة، وحضرت تلك الروح عندما وقف النشء أمام الشاشات بملابسهم الرياضية، وأمامهم صور رمسيس وتوت عنخ آمون على الطريق المؤدي إلى الأهرامات، في مشهد لا يفصل بين الجسد والعقل، ولا بين التاريخ والمستقبل.
 

 

 


المتحف الكبير يفتح أبواب الحضارة وقطاع الرياضة يفتح ساحات الانتماء والوعي


 
وأطلقت المديرية حملة توعوية رافقت الاحتفال، شارك فيها شباب قدموا مواد تعريفية بلغات متعددة، في محاولة لتصدير صورة مصر الحديثة التي تجمع فخر التاريخ واستخدام أدوات العصر، وتنتشر داخل المراكز أنشطة مصاحبة للأطفال ومسابقات تثقيفية عن الرياضات الفرعونية، بينما نفذت بعض الأندية عروضًا فنية مصغرة وورشًا قصيرة عن المعمار المصري القديم وقيم الانتماء والهوية.
 
وعكست هذه التحركات توجهًا استراتيجيًا لوزارة الشباب والرياضة تحت قيادة الدكتور أشرف صبحي، الذي يولي تعظيم المشاركة المجتمعية أولوية، ويعتبر مؤسسات الشباب منصات وعي شعبي لا ترفيه فقط، وتؤكد الوزارة في سياساتها أن الاستثمار في الهوية الرياضية والثقافية يكمّل جهود الدولة في بناء الإنسان، تماماً كما جسّد الفراعنة فلسفة «الجسد القوي والعقل الواعي رمز دولة».
 
وشهدت الجولة الميدانية داخل المراكز حالة الفرح ممتدة، شاشات عملاقة، رايات ترفرف، فرق تطوعية منظمة، مناطق ألعاب للنشء، وإدارات محلية تتابع التفاصيل اللوجستية بدقة. وتتحرك عناصر الأمن الإداري لتأمين تدفق الحضور، بينما وزعت فرق العلاقات العامة منشورات تعريفية عن قيمة المتحف السياحية والثقافية، في مشهد يضيف البُعد العملي إلى الاحتفال الرمزي.
 
وفي سياق ربط الرياضة بالهوية الحضارية، يوضح الدكتور وائل الرفاعي رضوان، أستاذ علم النفس والتاريخ الرياضي بكلية علوم الرياضة بنين جامعة حلوان، فى تصريحات خاصة لـ"الوفد" أن الاحتفاء بالمتحف المصري الكبير داخل مراكز الشباب والأندية يمثل «عودة الوعي الرياضي إلى جذوره الأولى». ويرى أن الفراعنة لم يتعاملوا مع التدريب البدني بوصفه نشاطًا ترفيهيًا، بل فلسفة دولة، وصناعة قوة بشرية تقود الاقتصاد والحرب والثقافة. ويشير إلى أن ما يحدث داخل الهيئات الشبابية اليوم يعيد إنتاج الفكرة نفسها، جعل الرياضة مدخلًا لصناعة مواطن قوي نفسيًا وبدنيًا، مرتبطًا بتاريخه ومدركًا لدوره في الحاضر.


 
ويؤكد الرفاعي لـ"الوفد" أن الربط بين النشاط الرياضي والهوية التاريخية يعزز الانتماء ويعمّق الدافعية الداخلية لدى الشباب، موضحًا أن الدراسات الحديثة تُظهر أن «الشعوب التي تمتلك رمزًا حضاريًا تتعامل معه كمصدر طاقة نفسية»، وهو ما يفسر تفاعل الأجيال الصاعدة مع حدث المتحف باعتباره مساحة فخر وليست مشاهدة عابرة، ويضيف لـ"الوفد"  أن استحضار الرياضات الفرعونية داخل الفعاليات يمثل قاعدة تربوية مهمة، لأن الشباب حين يفهم أن أجداده مارسوا التدريب العلمي قبل آلاف السنين، تتغير نظرته للرياضة من روتين يومي إلى هوية ومسؤولية وامتداد حضاري.
 
 
ويأتي افتتاح المتحف المصري الكبير باعتباره أحد أعمدة القوة الناعمة المصرية، وصناعة وطنية ضخمة تفتح فصلاً جديدًا في علاقة المواطن بتاريخه، وتترسخ تلك العلاقة عندما تتحول مراكز الشباب إلى ساحات تجمع بين الرياضة والوعي، وتعيد تقديم «الإنسان المصري» الذي عرف كيف يبني الأهرامات، وكيف يربي أجيال القوى البدنية والذهنية، وكيف يخرج من الملاعب مواطنًا يدافع عن حضارته ومكانته.
 
وتظل ملامح المشهد واضحة، حضارة تُعرض في أكبر صرح أثري عالمي، وشباب يحتفل داخل منشآت الدولة الرياضية، وذاكرة ممتدة من ساحات ألعاب في طيبة ومنف إلى ملاعب مراكز الشباب بالجيزة. وتستمر مصر في تأكيد رسالتها: الحضارة لا تُعرض فقط.. بل تُورّث وتُمارس وتتحول إلى حياة يومية في ميادينها وشوارعها ومؤسساتها.