رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

عام صعب لمايكروسوفت.. تراجع إيرادات Xbox بنسبة 30% وإلغاء مشاريع ألعاب كبرى

Xbox
Xbox

تواجه شركة مايكروسوفت واحدة من أكثر السنوات صعوبة في مسيرة قسم الألعاب لديها، إذ كشفت نتائجها المالية للربع المنتهي في 30 سبتمبر عن تراجع حاد في إيرادات أجهزة Xbox بنسبة 30% على أساس سنوي، في مؤشر واضح على التحديات التي تواجه عملاق التكنولوجيا في سوق الألعاب التفاعلية المتغيرة.

وبحسب تقرير الأرباح الذي نشرته الشركة، فإن الانخفاض في الإيرادات لا يرتبط بشكل مباشر بزيادة الأسعار الأخيرة، إذ دخل قرار رفع سعر أجهزة Xbox من 20 إلى 70 دولارًا حيز التنفيذ في 3 أكتوبر، أي بعد فترة التقرير. 

كما رفعت مايكروسوفت سعر اشتراك Game Pass Ultimate من 20 إلى 30 دولارًا في الشهر نفسه، وهو ما يعني أن النتائج المالية لم تعكس بعد تأثير هذه الزيادات على الإيرادات أو الطلب.

ورغم هذا التراجع الكبير في مبيعات الأجهزة، تشير الأرقام إلى أن إيرادات المحتوى والخدمات الخاصة بمنصة Xbox بقيت مستقرة نسبيًا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. 

وقالت الشركة في بيانها إن قسم الألعاب شهد نموًا في اشتراكات Xbox Game Pass وزيادة في مبيعات محتوى الألعاب من الشركات الخارجية، إلا أن هذا النمو "قابله جزئيًا" انخفاض في محتوى ألعاب الطرف الأول، أي تلك التي تطورها استوديوهات مايكروسوفت نفسها.

ويرى محللون أن هذا الأداء المتباين يعكس التحول التدريجي في استراتيجية مايكروسوفت التي تركز على الخدمات السحابية والألعاب الرقمية أكثر من مبيعات الأجهزة التقليدية، فالشركة تراهن بقوة على نموذج الاشتراك الشهري في Game Pass الذي يتيح للمستخدمين مكتبة واسعة من الألعاب على أجهزة Xbox والحاسب الشخصي، في محاولة لتعويض التراجع في مبيعات العتاد.

لكن هذه الإستراتيجية تواجه تحديات جديدة، أبرزها انخفاض وتيرة إصدار الألعاب الحصرية، وهي العامل الأساسي الذي يجذب اللاعبين نحو المنصة. فخلال العام الحالي، تعرض قسم Xbox لعدة هزات داخلية تمثلت في تسريح مئات الموظفين وإلغاء مشاريع تطوير ضخمة كانت تُعدّ محورية في خطط الشركة للسنوات المقبلة.

ومن أبرز هذه المشاريع الملغاة، النسخة الجديدة من لعبة Perfect Dark، وهي إعادة إحياء للعبة إطلاق النار الكلاسيكية التي صدرت أول مرة عام 2000 وحققت نجاحًا واسعًا. كانت اللعبة الجديدة تُطور على يد استوديو خاص تابع لمايكروسوفت، لكن الشركة قررت إيقاف المشروع وإغلاق الاستوديو بالكامل ضمن خطة تقليص التكاليف وإعادة توزيع الموارد.

كما طالت قرارات الإلغاء مشروع Everwild من تطوير استوديو Rare البريطاني، وهو أحد أقدم شركاء مايكروسوفت في صناعة الألعاب، وكان المشروع قيد التطوير منذ سنوات طويلة وسط وعود بتقديم تجربة فنية مختلفة تعتمد على الاستكشاف والتفاعل البيئي. إلا أن الصعوبات الإنتاجية وسوء إدارة الموارد دفعت الشركة في النهاية إلى وقفه أيضًا، ما أثار خيبة أمل كبيرة بين متابعي المنصة.

يأتي هذا التراجع في الأداء وسط منافسة شديدة من شركات مثل سوني ونينتندو اللتين تواصلان تحقيق أداء مستقر في مبيعات الأجهزة والمحتوى. فبينما تراهن مايكروسوفت على الخدمات الرقمية، تركز سوني على الحصريات القوية مثل Spider-Man 2 وGod of War، التي لا تزال تحافظ على ولاء جمهورها.

ويؤكد مراقبون أن مايكروسوفت تمر بمرحلة انتقالية صعبة تحاول فيها موازنة الطموح التقني في مجال الألعاب السحابية مع الحاجة إلى إنتاج محتوى جذاب يحافظ على قاعدة المستخدمين. فرغم توسع الشركة في خدماتها عبر الإنترنت ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات التطوير، إلا أن غياب الإصدارات الجديدة من ألعاب قوية يجعل المنافسة أكثر تعقيدًا.

ويرى البعض أن ارتفاع الأسعار قد يُفاقم الأزمة، إذ قد يؤدي رفع سعر Game Pass Ultimate إلى عزوف بعض المستخدمين عن الاشتراك، خاصة مع غياب عناوين حصرية قوية تبرر التكلفة الجديدة. في المقابل، تراهن مايكروسوفت على أن تحديثات الخدمة المستقبلية، وإضافة ألعاب جديدة بالتعاون مع شركات خارجية، ستعيد الزخم إلى المنصة.

ومع دخول عام 2026، تبدو الشركة أمام اختبار حقيقي لإثبات قدرتها على إعادة إنعاش قسم Xbox واستعادة ثقة جمهور اللاعبين. فبين إيرادات متراجعة، ومشاريع ملغاة، وضغوط من السوق والمستثمرين، يبدو أن مايكروسوفت تحتاج إلى أكثر من مجرد خطط تسويقية لتعويض الخسائر — تحتاج إلى ألعاب قوية تُعيد الحماس لمنصتها وتثبت جدارتها في سباق الجيل الجديد من الترفيه الرقمي.