رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الزاد

منذ أن وُضِع حجر الأساس للمتحف المصرى الكبير، أدركنا أننا أمام مشروعٍ لا يُقاس بالحجارة، بل يُقاس بالحضارة. نعم، كان للرئيس الأسبق حسنى مبارك فضله فى وضع هذا الحجر الأول، وكان للفنان ووزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى فضله فى أن يحلم، أن يرى بعين المبدع ما لم يره الآخرون، فيصوغ فكرة تحوّل رمال الجيزة إلى ذاكرة حية للتاريخ الإنسانى.
لكن يبقى أن الفضل الأكبر فى أن يُولد الحلم واقعًا ملموسًا، يعود إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى... الرجل الذى امتلك فكرًا مستنيرًا، وإرادة لا تعرف المستحيل. وتابع المشروع بنفسه، أدق تفاصيله، ورفض أن تُدفن الفكرة تحت غبار الزمن. ولولا هذا الفكر المستنير، لربما تحوّلت تلك الأرض اليوم إلى مول تجارى أو تجمعٍ سكنى، بدلًا من أن تكون درة تاج الحضارة المصرية، وهدية مصر إلى العالم كله.
لقد آمن الرئيس بأن المتحف الكبير ليس مجرد مبنى، بل «رسالة مصر» إلى الإنسانية، وشهادة على أن هذه الأمة لا تنقطع جذورها مهما تغيرت العصور. وأعاد للمشروع روحه، ووهبه الحياة من جديد، ليصبح «حدث القرن»، بل حدث كل قرن، تتحدث عنه الأجيال القادمة كما نتحدث نحن اليوم عن معابد الكرنك وأهرامات الجيزة.
نعم، احتفينا جميعًا بفاروق حسنى، لأنه كان الوزير الفنان، صاحب الرؤية والجمال والجرأة، ولأننا نفتقد فى حياتنا الثقافية كثيرًا من هذا النموذج. لكن فى المقابل، علينا أن نُكرم الفكر حين يتحول إلى فعل، وأن نمنح من نفذ الحلم حقه كما منحنا صاحبه الاعتراف.
تلك هى مصر التى فى خاطرى دائمًا...
مصر التى لا تعرف المستحيل، مصر التى تُكمل الحلم وتُعيد المعنى لكل مشروع يخلد التاريخ.
مصر التى يحكمها فكر مستنير يرى الماضى جذورًا للمستقبل، لا عبئًا عليه.
هكذا تُبنى الأمم، وهكذا تُحفر أسماؤها على جدران الخلود.