الاحتيال الكبير: وعود بأرباح "من العدم" تصل إلى 46 ألف يورو خلال 3 سنوات
كشفت السلطات الإيطالية عن فضيحة مالية كبرى تتعلق بشركة "فولتايكو" (Voltaiko)، التي وعدت المستثمرين بعوائد شهرية خيالية تصل إلى 3% من الأرباح مقابل استثمارهم في مشروع لتأجير الألواح الشمسية في منطقة الكاريبي. غير أن التحقيقات أظهرت أن ما جرى لم يكن سوى مخطط احتيالي من نوع "بونزي"، أدى إلى خسائر تتجاوز مليوني يورو حتى الآن، وأوقع آلاف الضحايا في مختلف أنحاء إيطاليا.
ووفقاً لمصادر قضائية في ميلانو، فقد قُدّمت شكوى جماعية ضد الشركة، بينما قامت النيابة العامة بمصادرة مواقعها الإلكترونية. وتشير الشكاوى إلى أن المئات من العائلات استثمرت مبالغ كبيرة بعد وعود بتحقيق أرباح ثابتة وسريعة. يقول أحد المتضررين، ويدعى ماركو: "أعرف أشخاصاً استثمروا أكثر من 150 ألف يورو، ظناً منهم أنهم يشاركون في مشروع طاقة نظيفة ومضمون".
كيف كانت تعمل الخطة؟
قدّمت الشركة للمستثمرين عروضاً مغرية، إذ كانت تعدهم بتحقيق أرباح شهرية منتظمة من "تأجير" الألواح الشمسية المثبتة في جزر الكاريبي. لكن التحقيقات بيّنت أن تلك المنشآت لم تكن موجودة في الواقع، وأن الأرباح التي كانت تُحوَّل للمستثمرين الأوائل مصدرها الأموال الجديدة التي يُودعها عملاء آخرون — وهو الأسلوب المعروف في مخططات بونزي، حيث ينهار النظام بمجرد توقف تدفق الاستثمارات الجديدة.
الإدارة والمتهمون
تُوجَّه أصابع الاتهام إلى فرانشيسكو بومباشي، المدير الإداري لشركة "فولتايكو"، الذي حاول الدفاع عن نفسه قائلاً إن الشركة كانت "تعمل في مشاريع طاقة حقيقية" وإن الأزمة سببها "سوء فهم إداري ومشكلات مالية طارئة". غير أن المدعين يؤكدون أن الأدلة التقنية والمصرفية تُظهر تحويلات مالية داخلية مشبوهة، وتلاعباً في العقود والعوائد الموعودة للمستثمرين.
الضحايا والخسائر
تقدّر الخسائر الإجمالية بأكثر من مليوني يورو حتى الآن، مع احتمال ارتفاعها في ظل استمرار جمع الشهادات من المتضررين في ميلانو ومناطق أخرى من إيطاليا. ويجري حالياً العمل على تجميد حسابات الشركة وملاحقة المسؤولين عنها بتهم الاحتيال المالي وغسل الأموال.
يقول أحد المحامين الممثلين للضحايا: "الكثير من المستثمرين كانوا أشخاصاً عاديين يبحثون عن مصدر دخل إضافي آمن، لكنهم وجدوا أنفسهم في فخ استثماري محكم بواجهة بيئية مغرية".






