تناول الجبن مرة أسبوعيًا يقلل خطر الإصابة بالخرف
تكشف دراسة علمية حديثة أجراها باحثون يابانيون عن أن تناول الجبن مرة واحدة أسبوعيًا فقط يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالخرف بنسبة ملحوظة.
ويأتي هذا الاكتشاف بعد مراقبة ما يقرب من ثمانية آلاف شخص على مدى ثلاث سنوات، نصفهم لا يتناولون الجبن إطلاقًا، والنصف الآخر يستهلكه بانتظام مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.
توضح الدراسة انخفاض معدلات الخرف بين محبي الجبن
تُظهر النتائج أن من اعتادوا تناول الجبن كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 24 في المئة مقارنة بغيرهم.
وبعد الأخذ في الاعتبار العادات الغذائية الأخرى كتناول الفواكه والخضراوات واللحوم والأسماك، بقيت العلاقة قائمة وإن بنسبة أقل، إذ أظهرت انخفاضًا في خطر الخرف بنسبة 21 في المئة. ويؤكد العلماء أن هذه النتيجة تظل ذات دلالة إحصائية قوية تشير إلى تأثير وقائي محتمل للجبن على الدماغ.
يربط العلماء الفوائد بالمكونات الغذائية الغنية في الجبن
يشرح الباحثون أن سر هذه الفوائد قد يكمن في التركيب الغذائي الفريد للجبن، الغني بالبروتينات والأحماض الأمينية الأساسية وفيتامين K2 ومضادات الأكسدة والببتيدات والبروبيوتيك. وتعمل هذه العناصر مجتمعة على دعم صحة الخلايا العصبية وحمايتها من التلف. كما يسهم فيتامين K2 في تعزيز صحة الأوعية الدموية وتنظيم مستويات الكالسيوم في الدم، وهو عامل أساسي للحفاظ على وظائف الدماغ السليمة.
يشير الباحثون إلى ارتباط فيتامين K2 بصحة الدماغ
يستند الفريق إلى دراسات سابقة أظهرت أن ارتفاع الكالسيوم في الدم لدى كبار السن يزيد من خطر الخرف، بينما يساعد فيتامين K2 على تقليل هذا الخطر عبر خفض مستويات الكالسيوم الزائدة. كما تدعم مضادات الأكسدة والبروبيوتيك وظائف الدماغ من خلال تقليل الالتهابات وتحسين توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما ينعكس إيجابًا على الإدراك والذاكرة.
تدعو النتائج إلى مزيد من البحث قبل التوصية النهائية
يؤكد العلماء رغم ذلك أن النتائج الحالية لا تعني وجوب زيادة استهلاك الجبن بلا حدود، بل تستدعي إجراء دراسات أوسع لتحديد الكمية المثلى وأنواع الجبن الأكثر فائدة. وتوضح الدراسة أن الجبن المصنع كان الأكثر تناولًا بين المشاركين بنسبة تجاوزت 80 في المئة، يليه الجبن الطري مثل الكاممبر والبرّي.
يبرز الخرف كأحد أكبر التحديات الصحية عالميًا
يُذكر أن الخرف يُعد السبب الرئيسي للوفاة في المملكة المتحدة، إذ يعيش أكثر من 940 ألف شخص مع هذا المرض، بينما يُقدّر عدد المصابين به في الولايات المتحدة بنحو سبعة ملايين شخص. وتوضح التقارير أن التشخيص المبكر يبقى مفتاح التعامل مع المرض، لأن العلاجات الحالية تركز على إبطاء تطوره وتحسين جودة حياة المرضى.
وتُبرز الدراسة اليابانية أن الحلول البسيطة في نمط الحياة، مثل تناول قطعة من الجبن أسبوعيًا، قد تمثل خطوة صغيرة لكنها واعدة في مواجهة هذا التحدي الصحي العالمي.