كلام فى الهوا
العديد من الحروب سكتت عندما تظهر من بين حطامها صورة طفل أو طفلة بائسة، فمازالت صورة هذا الصبى اليابانى فى الحرب العالمية الثانية الذى يحمل شقيقه الصغير على ظهره ويسير به مسافة كبيرة تطير روحه بحرقه من محرقة الأموات طبقًا للطقوس الدينية الخاصة بهم، وتلك الفتاة التى خرجت من وسط النار عارية تمامًا وترفض الموت. هذه الصور وغيرها حركت ضمائر حكومات وأرغمتها على وقف الحرب. إلا أنه من العجب أن صور الأطفال الفلسطينيين أكثر قسوة من تلك الصور التى أنهت حروبا، إلا أن الحرب مازالت مستمرة كأن هؤلاء الأطفال ليس لهم الحق فى الحياة، والمفجع فشل مجلس الأمن فى اتخاذ قرار بوقف الحرب بسبب هذا الفيتو اللعين الذى يملكه الكيان الصهيونى القاتل بيد الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يكفيهم الدمار والخراب والحصار والقتل وبكاء الأطفال جوعًا، كأن تلك الصيحات الصادرة من هؤلاء الصغار جزء من أحداث الانتصار، رغم أنها صيحات فزع، يفزعون بها الناس الأحياء والأموات. فهؤلاء الصهاينة لا يحاربون، لأن الحرب دائمًا بين أقوياء، والذى نراه ليس كذلك، فهناك طرف لديه كل أنواع الأسلحة، والآخر لديه شعب يُضرب بتلك الأسلحة وليس لديه إلا صيحات الألم وبكاء الأطفال من الجوع.