ملعب نادي الباطن جاهز لاستقبال تقنية التسلل شبه الآلي وخط المرمى قبل مواجهة الأهلي في كأس الملك
شهدت الأيام الماضية اكتمال أعمال تركيب معدات وتقنيات التحكيم الحديثة في ملعب نادي الباطن، استعدادًا لاستضافة المباراة المرتقبة بين الفريق الشمالي الأول لكرة القدم ونظيره الأهلي، مساء الإثنين، ضمن منافسات الدور ثمن النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.
وبحسب مصدر خاص لصحيفة الرياضية، فقد تم الانتهاء رسميًا من تركيب جميع الأجهزة الخاصة بتقنية التسلل شبه الآلي وتقنية خط المرمى في الملعب، لتصبح المنشأة الرياضية في مدينة حفر الباطن جاهزة لتطبيق أحدث نظم التحكيم الإلكترونية المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
154 كاميرا لتغطية المباريات بدقة عالية
وأشار المصدر ذاته إلى أن مباريات الدور ثمن النهائي من كأس الملك، والتي ستُقام يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين، ستُوزع على 7 ملاعب مختلفة، تضم في مجموعها 154 كاميرا لتقنيات الفيديو المتقدمة.
وتُعد هذه الكاميرات جزءًا أساسيًا من منظومة تقنية الفيديو المساعد (VAR) المحدثة، التي تتضمن نظام التسلل شبه الآلي وتقنية خط المرمى، وهما من أبرز الابتكارات الحديثة التي تسعى الاتحادات الكروية لاعتمادها لضمان العدالة والدقة في القرارات التحكيمية.
14 يومًا من العمل و22 كاميرا متخصصة في ملعب الباطن
وأوضح المصدر أن عملية تركيب المعدات استغرقت نحو 14 يومًا متواصلاً، وشملت تجهيز البنية التحتية التقنية وتركيب 22 كاميرا في مواقع مدروسة داخل الملعب، لضمان تغطية دقيقة لجميع الزوايا والمواقف الحاسمة.
وجرى العمل بالتنسيق مع لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم وخبراء من الشركات العالمية المتخصصة في تقنيات التحكيم الرياضي، بهدف ضمان مطابقة الأنظمة للمعايير الدولية المعتمدة من فيفا.
ويُعد ملعب نادي الباطن أحد الملاعب التي تستضيف مباريات دوري «يلو» للدرجة الأولى، وهو الدوري الذي لا تُطبق فيه عادةً تقنيتا خط المرمى أو التسلل شبه الآلي. ولذلك، فإن تجهيز الملعب بتلك الأنظمة المتقدمة يُعد نقلة نوعية في بنيته التقنية، تواكب متطلبات البطولات الكبرى مثل كأس خادم الحرمين الشريفين التي تحظى بإشراف مباشر من الاتحاد السعودي لكرة القدم.
تقنية خط المرمى: دقة لحسم لحظات الحسم
وتُعد تقنية خط المرمى (Goal Line Technology) من أهم الابتكارات التي أنهت الجدل حول ما إذا كانت الكرة قد تجاوزت خط المرمى بالكامل أم لا.
تعتمد هذه التقنية على شبكة من الكاميرات فائقة السرعة تُثبت في أماكن استراتيجية حول المرمى، وتقوم برصد حركة الكرة في الزمن الحقيقي.
وبمجرد أن تتجاوز الكرة خط المرمى بكامل محيطها، تُرسل إشارة فورية إلى ساعة الحكم الرئيسية في أقل من ثانية واحدة، لتنبهه إلى أن هدفًا صحيحًا قد سُجل.
تُساعد هذه التقنية في تقليل الأخطاء البشرية وتحقيق العدالة، خصوصًا في اللقطات الصعبة التي قد يصعب على الحكم أو المساعدين ملاحظتها بدقة بالعين المجردة.
التسلل شبه الآلي: ثورة في قرارات الفيديو
أما تقنية التسلل شبه الآلي (Semi-Automated Offside Technology) فتمثل خطوة متقدمة في منظومة التحكيم الإلكتروني، إذ تسهم في تسريع ودقة اتخاذ قرارات التسلل.
تعتمد هذه التقنية على مجموعة من الكاميرات المتطورة المثبتة في أعلى الملعب، تقوم بتتبع حركة اللاعبين والكرة على مدار المباراة، وترسم نموذجًا ثلاثي الأبعاد لجسم كل لاعب بدقة عالية.
يتم تحديد لحظة تمرير الكرة وموضع جميع اللاعبين في اللحظة نفسها، مما يتيح للنظام اكتشاف حالات التسلل بشكل شبه فوري، قبل أن يقوم فريق التحكيم بمراجعة القرار النهائي عبر غرفة الفيديو.
ويُعتبر النظام «شبه آلي» لأنه يجمع بين دقة التكنولوجيا ومراجعة الحكم البشري، لضمان تطبيق القوانين بروح اللعبة وبدون تأخير طويل في مجريات اللعب.
الاتحاد السعودي يواصل التطوير في البنية التقنية
يأتي إدخال هذه التقنيات الحديثة ضمن خطة الاتحاد السعودي لكرة القدم لرفع جودة التحكيم في البطولات المحلية، ومواكبة التطورات العالمية في إدارة المباريات.
فمنذ اعتماد تقنية الفيديو المساعد (VAR) في الملاعب السعودية قبل عدة مواسم، واصل الاتحاد تحديث أنظمته باستمرار، ليصل اليوم إلى مرحلة إدخال التسلل شبه الآلي وتقنية خط المرمى في الملاعب المستضيفة للمسابقات الكبرى.
وتسعى لجنة الحكام في الاتحاد السعودي إلى ضمان أعلى درجات العدالة والدقة، خصوصًا في المراحل الإقصائية من بطولة كأس الملك التي تُعد من أعرق وأهم البطولات في المملكة.
الباطن يستعد لمواجهة الأهلي وسط أجواء تقنية متطورة
وبعد اكتمال جميع التجهيزات، سيكون ملعب نادي الباطن على موعد مع اختبار عملي لهذه التقنيات الحديثة خلال مباراة الفريق أمام الأهلي، التي تحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية واسعة.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الأنظمة في تسهيل مهمة الطاقم التحكيمي وضمان إدارة اللقاء بمعايير عالمية دقيقة.