وصية نبوية جامعة.. 4 كلمات يسيرة تجمع خيري الدنيا والآخرة
أعادت هيئة كبار العلماء التذكير بإحدى الوصايا النبوية العظيمة التي تضمّنت منهجًا متكاملًا للعبد في علاقته بربه، ودعاءً جامعًا لكل حاجاته في الدنيا والآخرة، جاء ذلك استنادًا إلى ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
حيث قال:"جاء أعرابيٌّ إلى رسولِ الله ﷺ فقال: علّمني كلامًا أقوله،فقال ﷺ: قل لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، وسبحانَ اللهِ ربِّ العالمين، ولا حولَ ولا قوّةَ إلا باللهِ العزيزِ الحكيم.فقال الأعرابي: فهؤلاء لربّي، فما لي؟قال ﷺ: قل اللهمَّ اغفرْ لي، وارحمني، واهدني، وارزقني".
تختصر عبادة العمر
أوضحت هيئة كبار العلماء، عبر حسابها الرسمي على منصة (إكس)، أن هذه الوصية النبوية تحمل معاني عظيمة، فهي تجمع أعظم أذكار التوحيد والتعظيم والحمد، وتذكّر العبد بأصل علاقته بربه سبحانه وتعالى، إذ يبدأ الذكر بالإقرار بـ«لا إله إلا الله» التي هي أساس الدين وأعظم كلمة في الوجود.
وبيّنت الهيئة أن قوله ﷺ «الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله رب العالمين» يجمع أركان العبودية القلبية واللسانية، فالتكبير إعلان لتعظيم الله، والحمد اعتراف بفضله، والتسبيح تنزيه له عن كل نقص، وهي كلمات يسيرة في اللفظ لكنها ثقيلة في الميزان يوم القيامة.
المغفرة والهداية والرزق
وأضافت الهيئة أن النبي ﷺ علّم الأعرابي بعد ذلك أربع دعوات عظيمة تمثل احتياجات الإنسان الأساسية في حياته الروحية والدنيوية:
اللهم اغفر لي — تطهير للنفس من الذنوب.
وارحمني — طلب للعفو والعناية الإلهية.
واهدني — سؤال للتوفيق إلى الطريق المستقيم.
وارزقني — دعاء لبركة الرزق وسعته.
وأكدت الهيئة أن هذه الأدعية الأربع تجمع كل ما يحتاجه العبد في حياته، إذ لا غنى له عن المغفرة والرحمة والهداية والرزق، فهي مفاتيح الخير كلها.
وصية نبوية مختصرة
وأشارت هيئة كبار العلماء إلى أن هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، إذ جمع بألفاظ قليلة معاني عظيمة من الذكر والدعاء والتوحيد، مؤكدة أن المحافظة على هذه الأذكار والدعوات سبب لطمأنينة القلب وزيادة البركة في العمر والعمل والرزق.
كما ذكّرت بأن هذه الوصية تبيّن رحمة النبي ﷺ بأمته، حيث كان يعلّم الناس ما ينفعهم بكلمات سهلة على الألسن، عظيمة الأجر والثواب عند الله.