رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

المتحف الكبير..المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة 
لم أكذب، ولم أُتجمل، ولم أتحايل حين قلت يومًا، المصري فنان عمره سبعة آلاف سنة.
لم تكن عبارة عابرة، بل خلاصة رحلة طويلة من التأمل والبحث، وثمرة سلسلة من خمسين حلقة غصت فيها بين نغمات التاريخ، أتتبع فيها الموسيقى والغناء منذ فجر الحضارة وحتى يومنا هذا.
و نحتاج إلى 5000حلقة آخرة لكى نحكى و نرصد تاريخنا.
التاريخ لا يعرف التزييف، ولا يُروى بالهوى.
إنه يُكتب على جدران المعابد، في صمتٍ مهيبٍ لا تحتمله إلا الحجارة التي شهدت، ورأت، وحفظت.
كل ذرة من تراب هذا الوطن تقول: هنا وُلد الجمال، وهنا صُنعت الحضارة.
لسنا أبناء مصادفة جغرافية، بل نحن سلالة إبداعٍ متواصل، من أول نغمة خرجت من قيثارة فرعونية و كل بناء هندسى تركه الأجداد، و كل معبد  إلى آخر وترٍ يُعزف اليوم و كل بناء نراه.
جاء المتحف المصري الكبير ليقولها بصوتٍ عالٍ،
«مصر لا تُروى... مصر تتحدث عن نفسها».
ليس مجرد متحف، بل مرآة تعكس وجه الزمن، وسيرة وطنٍ، عجزت الكتب عن وصفه.
هنا يقف المصري أمام تاريخه لا كزائر، بل كصاحب بيتٍ عظيم، يفتح أبوابه للعالم ويقول بثقة،
أنا الماضي والحاضر والمستقبل... أنا مصر.

"وقــف الخلــق ينظـرون جميعــا
كيف أبني قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهــ
ـر كفــوني الكلام عنـد التحــدي
أنا تاج العـــلاء في مفــرق الشر
ق ودراتــــــه فرائــــد عقــــدي"

فكل ما في هذا المتحف شهادة حيّة على أن الفن عندنا لم يكن ترفًا، بل فطرة.
نُولد والنغم في دمنا، والتمثال في وجداننا، واللون في أعيننا.
نحن لا نتعلم الجمال... نحن نخلقه بالفطرة.
ليس المتحف الكبير مجرد جدران تحتضن آثارًا، بل هو ذاكرة وطنٍ تُعيد أبناءه إلى أنفسهم.
ففي زمنٍ تتلاشى فيه الملامح، ويبهت فيه الانتماء، جاء هذا الصرح ليذكّرنا أننا لسنا طارئين على التاريخ، بل صنّاعه.
هنا تلتقي الأجيال، جيل الأجداد الذين شيّدوا المعابد، وجيل الأبناء الذين يشيّدون المستقبل.
وفي هذا اللقاء تنكشف الحقيقة الأبدية أن المصري لا يعيش على أطلال ماضيه، بل يستمد منه طاقته ليُبدع من جديد.
المتحف الكبير ليس فقط هدية مصر إلى العالم، بل رسالتها إلى نفسها،
أن الفن لم يكن يومًا زينة للحياة، بل كان روحها، وأن الجمال لم يكن ترفًا، بل هو ما حفظ لهذه الأرض اسمها وهيبتها منذ سبعة آلاف عام.

فحين تفتح أبواب المتحف الكبير للعالم،
فإنها في الحقيقة تفتح قلب مصر...
ليقول للعالم أجمع:
نحن عظماء بالفطرة، وهذه حضارتنا تتحدث.
افتتاح المتحف الكبير فى 1 نوفمبر 2025 ليس حدثًا ثقافيًا فحسب، بل نقطة تحول فى التاريخ المعاصر لمصر.
فهو يعيد تموضع مصر على خريطة الثقافة العالمية، ويمنحها مكانة لا تضاهيها دولة أخرى، لأنها ببساطة تقدم للعالم ما لا يملكه أحد، الحضارة الأولى على وجه الأرض.
إنه مشروع قومى بحجم الهوية، ورسالة موجهة للعالم بأن مصر ليست فقط بلد التاريخ، بل بلد المستقبل أيضًا.
تحية إلى صُنّاع الحلم
تحية لكل من ساهم فى إقامة هذا الصرح العظيم، من مهندسين، وعلماء، ومرممين، ومصممين، وفنيين، ممن عملوا سنوات طويلة ليُخرجوا هذا الحلم إلى النور.
وتحية خاصة للفنان الكبير فاروق حسنى، صاحب الرؤية والبذرة الأولى لهذا المشروع حين كان وزيرًا للثقافة، مؤمنًا بأن مصر تستحق متحفًا عالميًا يليق بعظمتها.
المتحف المصرى الكبير هو هدية مصر للعالم، وشاهد جديد على أن الحضارة لا تموت، وأن المصرى لا يزال يحمل مشعل النور منذ آلاف السنين وحتى اليوم.
نحن أصحاب الحضارة... ونحن من يصنع التاريخ.
الأسبوع القادم، تُطل مصر على العالم من بوابة المجد، لتفتح فصلاً جديدًا فى سجل الإنسانية. ففى أحضان الأهرامات، وعلى بعد خطوات من تمثال أبي الهول، يقف المتحف المصرى الكبير — أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة — ليؤكد أن مصر لا تملك التاريخ فقط، بل تصنعه وتعيد تقديمه للعالم فى أبهى صوره.
يقع المتحف المصرى الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة،حيث تعود كل قطعة إلى مهدها،بجوار أهم بناء هندسى فى العالم، يمتد على مساحة نصف مليون متر مربع، ليكون بذلك أكبر متحف للآثار فى العالم. صُمم بنمط معمارى يجمع بين الحداثة وروح الحضارة المصرية القديمة، ويُعد تحفة فنية وهندسية فى آنٍ واحد، حيث تطل واجهته الزجاجية العملاقة على الأهرامات فى مشهد لا يتكرر فى أى مكان بالعالم.
يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف عصور مصر القديمة، تُروى من خلالها قصة الإنسان المصرى عبر آلاف السنين. وفى سابقة تاريخية، سيتم عرض المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، والتى تضم 5398 قطعة، تُعرض لأول مرة مجتمعة فى مكان واحد، بعد ترميم دقيق على مدار سنوات طويلة.
يستقبل الزائر تمثال الملك رمسيس الثانى شامخًا فى المدخل الرئيسى، رمزًا لقوة مصر وعظمتها.
ومن خلال الدرج العظيم الذى يضم 87 قطعة أثرية ضخمة تمثل عصورًا مختلفة، يشعر الزائر أنه يصعد درجات الحضارة المصرية نفسها.
داخل القاعات الفسيحة، يمتزج الضوء بالحجر، والتاريخ بالتكنولوجيا، لتتحدث القطع الأثرية بلغات العصر.
يضم المتحف قاعات عرض دائمة وأخرى مؤقتة، إلى جانب قاعات مخصصة لذوى القدرات الخاصة تتيح للجميع فرصة معايشة التجربة الحضارية بشكل إنسانى شامل.
المتحف المصرى الكبير لا يُعد مجرد مكان للعرض، بل منظومة ثقافية وتعليمية متكاملة.
فهو يحتضن متحفًا للأطفال يتيح للصغار التفاعل مع التاريخ بطريقة تعليمية ممتعة، ومركزًا للتعليم والتدريب، ومكتبات متخصصة، ومركزًا للترميم يُعد من الأكبر والأحدث فى العالم، يعمل فيه خبراء مصريون بالتعاون مع مؤسسات دولية لحفظ التراث الإنسانى.
كما يحتوى على مناطق خضراء وحدائق ومراكز تجارية ومطاعم تجعل منه مدينة ثقافية متكاملة.
من أبرز ما يميز المتحف الكبير هو استخدامه لأحدث وسائل التكنولوجيا فى العرض المتحفى، مثل الشاشات التفاعلية والعروض الغرافيكية واللوحات الشارحة باللغتين العربية والإنجليزية، مما يجعل الزيارة تجربة معرفية متكاملة تجمع بين المتعة والتعليم.
كما تم تصميمه ليكون سهل الوصول لذوى القدرات الخاصة، تأكيدًا على أن الحضارة المصرية تنتمى لكل إنسان دون تمييز.
. هذا المتحف ليس مجرد مشروع أثري، بل شهادة ميلاد جديدة لحضارةٍ لم تعرف الغياب، ورسالة تقول للعالم إن المصري لا يزال يبدع كما أبدع أجداده منذ سبعة آلاف عام.