رمية ثلاثية
شهدت الأندية الشعبية فى السنوات الأخيرة العديد من الأزمات وصلت إلى حد خروجها من الصورة فى الدورى الممتاز لكرة القدم، بل وصل الأمر إلى منافسة بعضها على الهبوط لدورى النسيان، وآخرها ما حدث مع نادى الإسماعيلى، أحد أشهر الأندية الكروية المصرية، ولم ينقذه من الهبوط إلا قرار اتحاد الكرة ورابطة الأندية بإلغاء الهبوط الموسم الماضى ليستمر الإسماعيلى فى الدورى بعد أن أكد الجميع دعمه للقرار فى إشارة إلى صعوبة إقامة المسابقة بوجود نادى الإسماعيلى «برازيل مصر».
وتوقع الجميع أن ينصلح الحال هذا الموسم ولكن ظل الأمر على ما هو عليه دون تغيير أو تعديل بل واصل الإسماعيلى بكل قوة رحلة الهبوط مبكراً وحاصرته الأزمات المالية بكل قوة.
ولم يفلت من الأندية الشعبية من فخ الأزمات المالية إلا فريق المصرى البورسعيدى، ومن بعده الاتحاد السكندرى، بفضل ثنائى رجال الأعمال كامل أبوعلى فى بورسعيد، ومحمد مصيلحى فى الإسكندرية، والأخير قدم استقالته بعد مجهود جبار لم يشفع له عند أصحاب المصالح، وكاد «أبوعلى» أيضا أن يفعلها لولا تدخل الوزارة والمحافظة لإقناعه بالعدول والعودة، وبالفعل عاد الرجل وواصل دعمه الرهيب للنادى الذى أصبح هذا الموسم ضمن فرق المقدمة.
تجربة المصرى والنجاح الكبير الذى حققه كامل أبو على يؤكد على ضرورة سرعة عرض الأندية الشعبية للاستثمار الفورى وعدم الالتفات المغيبين الذين يطلقون عليه العملية بيع دون فهم للقانون وبنود الاستثمار.
ولاشك أن الاستثمار فى الأندية الشعبية يختلف فى مضمونه تماماً عن الاستثمار فى الأندية غير الشعبية فى ظل القاعدة المؤكدة بأن الجمهور هو اللاعب رقم واحد فى الفريق.
هذا الأمر أيضا يدفعنا إلى المطالبة بضرورة أن يتحول كامل أبو على من مجرد رئيس نادى إلى مستثمر رئيس نادى بما يحقق التوازن فى استمرار الرجل فى أداء مهمته مع تحقيق مكاسب تضمن وجود موارد مالية مستقرة مستقبلا حتى تتحق المكاسب للطرفين وبما يتيح الاستمرارية.
[email protected]