Halo: Infinite تعيد إحياء السلسلة بلعبة خدمية مستوحاة من فورتنايت
بعد مرور نحو أربع سنوات على إصدار Halo: Infinite، يبدو أن شركة مايكروسوفت واستوديو التطوير التابع لها يسعيان لإعادة إحياء واحدة من أشهر سلاسل الألعاب في التاريخ بطريقة غير تقليدية.
فوفقًا لتقارير حديثة، يعمل الاستوديو المطور للعبة Halo، المعروف سابقًا باسم 343 Industries، على تطوير إصدار جديد بالكامل من اللعبة بنظام "الخدمة المباشرة"، يهدف لتقديم تجربة متعددة اللاعبين مستمرة وتحديثات طويلة الأمد تشبه إلى حد كبير ما تفعله لعبة Fortnite.
التقرير، الذي نشره صانع المحتوى الشهير على يوتيوب Rebs Gaming، نقل عن مصدر مطلع أن الاستوديو يعكف حاليًا على تطوير لعبة Halo جديدة تمامًا تركز على اللعب الجماعي المستمر عبر الإنترنت، بحيث يحصل اللاعبون على محتوى جديد بشكل دوري يشمل خرائط وأطوارًا وأسلحة وتحديات.
وبحسب التسريبات، فإن المشروع لا يتضمن طور Battle Royale الذي اشتهرت به Fortnite، بل يسعى إلى تقديم تجربة Halo الكلاسيكية مع لمسة عصرية تُعيدها إلى دائرة المنافسة في عالم الألعاب الخدمية.
إصدار Halo: Infinite عام 2021 كان يُفترض أن يكون نقطة تحول في تاريخ السلسلة، لكنه فشل في تحقيق التوقعات سواء من حيث المبيعات أو التفاعل الجماهيري، وعلى الرغم من البداية القوية التي حظي بها نمط اللعب الجماعي وقت الإطلاق، إلا أن الافتقار إلى التحديثات المنتظمة والمحتوى الجديد أدى إلى تراجع عدد اللاعبين بشكل ملحوظ.
وكانت تقارير سابقة قد كشفت أن مايكروسوفت كانت تخطط لدعم اللعبة بخطة تطوير تمتد لعشر سنوات تتضمن توسعات وتحديثات موسمية، لكن هذه الخطة أُلغيت لاحقًا بسبب مشكلات داخلية في الإدارة والتوجه نحو استخدام محرك Unreal Engine بدلًا من المحرك السابق Slipspace، ما أدى إلى توقف التطوير المستمر الذي كان يُفترض أن يُبقي اللعبة حية على المدى الطويل.
اليوم، تحاول مايكروسوفت وHalo Studios استعادة الثقة التي فقدتها عبر مشروع جديد قد يمثل بداية عهد مختلف للسلسلة، فبعد أن أصبحت ألعاب الخدمة المباشرة مثل Fortnite وApex Legends وCall of Duty: Warzone هي المهيمنة على سوق الألعاب متعددة اللاعبين، يبدو أن Halo تستعد للدخول مجددًا إلى المنافسة ولكن بأسلوبها الخاص.
التقارير لا تتحدث فقط عن مشروع Halo الجديد، بل تشير أيضًا إلى أن الاستوديو يعمل بالتوازي على إصدار مُحدث من اللعبة الأولى في السلسلة، Halo: Combat Evolved، التي صدرت عام 2001 وكانت البداية الحقيقية لنجاح علامة Halo كأحد رموز ألعاب الخيال العلمي.
النسخة الجديدة من المتوقع أن تقدم تحسينات بصرية ضخمة وربما إعادة تصور لبعض عناصر القصة واللعب بما يتناسب مع معايير الجيل الحالي من الأجهزة.
هذه التحركات توحي بأن مايكروسوفت تسعى لإرضاء جمهورين في آن واحد: الجيل الجديد من اللاعبين الباحثين عن تجربة جماعية ديناميكية شبيهة بفورتنايت، وعشاق السلسلة القدامى الذين يرغبون في العودة إلى الأجواء الأصلية التي صنعت شهرة Halo.
مدير مجتمع Halo Studios، جون جونيسزيك، أشار إلى أنه قد يتم الكشف عن تفاصيل إضافية تخص المشاريع الجديدة خلال بطولة Halo World Championship المقررة إقامتها بين 24 و26 أكتوبر الجاري، وهو الحدث السنوي الذي يجمع أبرز فرق eSports المتنافسة في اللعبة.
يتوقع كثير من المتابعين أن تستغل مايكروسوفت هذا الحدث للكشف رسميًا عن مشروعها الجديد أو على الأقل استعراض لمحة أولى منه، خاصة في ظل التراجع الواضح لشعبية السلسلة خلال السنوات الأخيرة.
رغم أن الاستوديو يواجه تحديًا كبيرًا في استعادة ثقة المجتمع بعد إخفاق Halo: Infinite، فإن تبني نموذج الخدمة المباشرة قد يكون الخطوة التي تحتاجها السلسلة لتواكب واقع صناعة الألعاب الحديثة. فالألعاب لم تعد تُباع وتُنسى بعد الإطلاق، بل أصبحت خدمات ترفيهية مستمرة يعيشها اللاعبون يوميًا بتحديثات متواصلة ومواسم متجددة.
إذا نجحت مايكروسوفت في المزج بين هوية Halo الأصلية ونظام اللعب الديناميكي الحديث، فقد نشهد ولادة جديدة للسلسلة التي لطالما كانت رمزًا في عالم ألعاب التصويب، وبينما ينتظر الجمهور الإعلان الرسمي، يترقب عشاق اللعبة ما إذا كانت هذه المرة ستتمكن Halo من استعادة مجدها المفقود أم ستظل حبيسة إخفاقات الماضي.