عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

جوجل توسع نطاق الذكاء الاصطناعي في البحث ليشمل العربية و40 منطقة جديدة

بوابة الوفد الإلكترونية

أعلنت شركة جوجل عن توسيع نطاق توفر وضع الذكاء الاصطناعي في محرك البحث ليشمل 40 منطقة جديدة حول العالم، مع دعم 35 لغة إضافية من بينها اللغة العربية. يأتي هذا التطور بعد أشهر من الاختبار المكثف الذي بدأ في مارس الماضي ضمن برنامج Google Labs، حيث تعمل الشركة على جعل تجربة البحث أكثر ذكاءً وتفاعلًا بفضل إمكانيات نموذجها المتطور جيميني (Gemini).

ذكاء اصطناعي يتحدث العربية

تشمل اللغات الجديدة المدعومة في وضع الذكاء الاصطناعي كلاً من العربية، والصينية، والفرنسية، والألمانية، والهولندية، والروسية، واليونانية، والتايلاندية، والماليزية، والفيتنامية وغيرها، مما يجعل الخدمة متاحة لمئات الملايين من المستخدمين بلغاتهم الأصلية.

وتوضح جوجل أن التحديث الجديد يعتمد على المنطق المتقدم والفهم متعدد الوسائط الذي يتمتع به نموذج Gemini المخصص للبحث، والذي يُمكّنه من فهم الفروق الدقيقة في اللغات المحلية، ما يحدّ من الأخطاء وسوء الفهم التي كانت تواجه أنظمة الذكاء الاصطناعي التقليدية.

بهذه الخطوة، لم يعد وضع الذكاء الاصطناعي مقتصرًا على الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة، بل أصبح متاحًا لمستخدمين من الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، ما يُعد تحولًا كبيرًا في استراتيجية الشركة لتعميم استخدام البحث الذكي عالميًا.

بدأت جوجل اختبار هذه الميزة في مارس الماضي مع عدد محدود من المستخدمين، قبل أن تطرحها رسميًا لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة في مايو. آنذاك، أشارت الشركة إلى أنها ستدمج تدريجيًا مزيدًا من القدرات في ميزة نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي (AI Overview) ضمن نتائج البحث الأساسية، استنادًا إلى ملاحظات المستخدمين.

وفي سبتمبر الماضي، وسّعت الشركة نطاق اللغات لتشمل الهندية والإندونيسية واليابانية والكورية والبرتغالية البرازيلية، في إشارة واضحة إلى نيتها جعل التجربة أكثر شمولًا وتنوعًا. ومع التوسع الجديد، تؤكد جوجل أن ملايين المستخدمين الجدد سيتمكنون من رؤية استجابات الذكاء الاصطناعي مباشرة في صفحة البحث بلغاتهم المفضلة خلال الأسابيع القادمة، مع إمكانية التفاعل معها بطريقة محادثة طبيعية.

لم تتوقف جوجل عند دعم اللغات الجديدة فقط، بل أعلنت أيضًا عن تحديث جوهري يعزز فهم النظام للإشارات البصرية. فبحسب الشركة، أصبح الوضع الجديد قادرًا على تحليل الصور والعناصر المرئية داخل نتائج البحث بطريقة أكثر دقة، ما يُساعد في تقديم إجابات أكثر تكاملًا وغنى بالمعلومات.

فعلى سبيل المثال، إذا التقط المستخدم صورة لمنتج أو معلم سياحي وطرح سؤالًا حوله، سيتمكن نظام Gemini من فهم السياق البصري للنص والصورة معًا لتوليد إجابة شاملة. هذا الدمج بين النص والصورة يمثل خطوة جديدة نحو ما تسميه جوجل البحث متعدد الوسائط، حيث يمكن للمستخدم التفاعل مع الذكاء الاصطناعي كما لو كان محاورًا حقيقيًا يفهم الكلمات والرموز والصور في آن واحد.

تحديات تواجه الناشرين

ورغم الحماس الكبير لهذه الميزة، تواجه جوجل انتقادات متزايدة من الناشرين ومواقع الأخبار، الذين لاحظوا تراجعًا في حركة الزيارات إلى مواقعهم منذ بدء اعتماد ميزة الملخصات الذكية. إذ أصبح المستخدمون أكثر ميلًا لاكتفاءهم بالإجابات المختصرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي أعلى صفحة النتائج، دون الحاجة إلى النقر على الروابط.

وأكدت دراسة حديثة أجراها مركز بيو للأبحاث (Pew Research Center) أن المستخدمين الذين يرون ملخصات الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث يقلّ احتمال نقرهم على روابط المواقع بنسبة كبيرة، ويميلون لإنهاء جلسة التصفح مباشرة بعد قراءة الإجابة المقدمة من جوجل. هذا التوجه يُثير قلقًا واسعًا في أوساط الإعلام الرقمي، إذ يخشى الناشرون أن يؤدي ذلك إلى تآكل حركة المرور والإيرادات الإعلانية مع الوقت.

مستقبل البحث الذكي

رغم الجدل، يبدو أن جوجل ماضية بقوة في دمج الذكاء الاصطناعي في قلب تجربة البحث، معتبرةً أن مستقبل المعلومات يقوم على الفهم السياقي بدلاً من مجرد عرض النتائج. وتقول الشركة إن هذه الخطوة ستجعل البحث أكثر فاعلية وسرعة، خصوصًا للاستفسارات المعقدة التي تحتاج إلى تحليل متشابك بين اللغة والصورة والمحتوى السياقي.

وبينما يُبدي البعض تخوفاتهم من تأثير ذلك على الإنترنت المفتوح، يرى آخرون أن هذا التطور هو المرحلة الطبيعية التالية في رحلة البحث، حيث لم يعد المستخدم بحاجة إلى تصفح عشرات الصفحات للعثور على إجابة، بل يكفي أن يسأل جوجل — بلغته — لتحصل التقنية على الإجابة نيابة عنه.

بهذا التوسع، تؤكد جوجل أنها لا تكتفي بكونها محرك بحث، بل تمضي نحو أن تصبح مساعدًا ذكيًا عالميًا يفهم كل لغة وكل ثقافة، ويعيد تعريف مفهوم البحث في عصر الذكاء الاصطناعي.