رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

لقد فهمت مصر لعبة الأمم.. فتحولت من دولة تتعامل مع التحديات إلى دولة تصنع التاريخ. أكتب هذه الكلمات وأنا أشهد بأم عيني معادلة القوة تتغير.. وأرى مصر تلعب بشطرنج السياسة العالمية بمهارة الحكماء وقوة العظماء.


إذا كان استقبال الرئيس ترامب بالطائرات الحربية ووسام النيل كان رسالة قوة للعالم، فإن مؤتمر الشباب العربي الذي ضم ١٣ دولة عربية لتمثيل نموذج محاكاة البرلمان العربي هو رسالة أمل للمستقبل.. إنها استراتيجية مصرية عبقرية تجمع بين قوة الحاضر وطموح المستقبل.

عندما وصف ترامب السيسي بـ"الرئيس والجنرال القوي"، كان يعبر عن حقيقة استراتيجية عميقة. فبينما تعني "الرئيس" السلطة السياسية والقدرة على إبرام الاتفاقيات، تشير "الجنرال" إلى القائد العسكري الذي يحمي حدود الدولة ويصون أمنها.


لقد أدركت مصر أن القوة لا تكتمل بدون بناء الأجيال.. وهؤلاء الشباب من 13 دولة عربية ليسوا مجرد مشاركين، بل هم سفراء لمستقبل عربي جديد. لقد شاهدتهم وهم يقدمون مقترحات تشريعية جريئة، ويناقشون بمنطق القادة، ويرفعون راية الوحدة العربية بعزيمة لا تلين.

الاستقبال الضخم لترامب كان جزءاً من استراتيجية "الشراكة لا المنافسة".. بينما يمثل تجمع الشباب العربي في رحاب الجامعة العربية الجزء التكميلي لهذه الرؤية الثاقبة. فمصر تدرك أن القوة العسكرية ضرورية ولكنها غير كافية، والاقتصاد القوي أساسي لكنه يحتاج لبيئة مستقرة، والشباب الواعي هو الضمان الحقيقي للمستقبل.

بين استقبال ترامب ورعاية وزارة الشباب والرياضة لنموذج محاكاة البرلمان العربي، ترسم مصر صورة الدولة التي تستوعب دروس التاريخ وتصنع مستقبلاً جديداً. هؤلاء الشباب الذين زاروا المجالس النيابية والوزارات السيادية في مصر، وتعلموا من المسؤولين والوزراء، وانغمسوا في العمل الدبلوماسي الحقيقي.. هم أنفسهم الذين أوصوا بضرورة تنفيذ اتفاقية السلام التي عقدت في شرم الشيخ، وطالبوا العالم بالضغط على إسرائيل بكل الوسائل لتنفيذ الاتفاقية.

الوزير أشرف صبحي كان محقاً عندما أكد أن الشباب هم "ركيزة التغيير"، والوزير مفوض بالجامعة العربية إيناس الفرجاني أصابت كبد الحقيقة حين قالت: "تمكين الشباب ليس ترفاً، بل ضرورة". لكن الأهم أن مصر هي من حولت هذه الشعارات إلى واقع ملموس.


فهي لم تعد مجرد دولة، بل أصبحت "أمة قائدة" تجمع بين حكمة الشيوخ وطاقة الشباب، بين قوة السلاح وسلطة الفكر، بين تراث الماضي وطموح المستقبل.

مؤتمر السلام في شرم الشيخ أظهر استراتيجية تثبت أن مصر لا تتفاوض من موقف ضعف، بل تتحاور من موقف قوة. لا تستهين بالخصوم، لكنها لا تفرط في الحقوق. تدعم السلام، لكنها تعد العدة للحرب اذا استدعي الأمر لحماية بلادها

والشباب العربي اليوم يرفعون راية كتب عليها: "مصر.. أم الدنيا وقائدة الأمة". وهذه ليست مجرد كلمات، بل هي قرار تاريخي من جيل يعرف قيمة الوحدة، ويدرك ثمن الكرامة، ويؤمن بمستقبل عربي واحد.


تحيا مصر.. ويعيش شبابنا العربي، حماة الحاضر وبناة المستقبل