ورشة سلوكيات الطالب الأزهري تضئ معهد الإشراف

في مشهد تربوي يعكس عمق الرسالة الأزهرية وثراءها، نظم معهد الأشراف الابتدائي النموذجي بإدارة الصديق التعليمية ورشة عمل متميزة بعنوان "سلوكيات الطالب الأزهري"، ضمن أنشطة مكتب بناء وتنمية القيم، لتكون خطوة رائدة في طريق بناء جيل واعٍ بقيمه، معتز بهويته، منضبط في سلوكه، وقادر على تمثيل الصورة المشرقة للتعليم الأزهري.
جاءت هذه الورشة المباركة برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب – شيخ الأزهر الشريف، وبدعم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني – وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الشيخ أيمن عبد الغني – رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وبإشراف فضيلة الشيخ أيمن عبود – رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الجيزة الأزهرية، ومتابعة الأستاذ أيمن جاويش – الوكيل الثقافي للمنطقة، والأستاذة سوزان حلاوة – مدير التعليم النموذجي، والأستاذ عمر حسين – مدير إدارة الصديق التعليمية الأزهرية، والدكتورة صفاء عبد السميع – مسؤول مكتب بناء وتنمية القيم.
وقد تميزت الورشة بحضور لافت وتفاعل مثمر من طلاب المعهد، الذين عبروا عن فهم عميق لمعاني الأخلاق والسلوك القويم، حيث أكد الطالب عبد الرحمن محمد حسن – بالصف الرابع الابتدائي – على ضرورة التحلي بالخلق الكريم، وتجنب السلوكيات السلبية مثل الشجار أو التعدي على ممتلكات الآخرين، مشددًا على أهمية اختيار الرفقة الصالحة والالتزام بآداب الطالب الأزهري داخل المدرسة وخارجها.
ونُفذت الورشة تحت إشراف مباشر من الأستاذة رانيا مصطفى – عميدة المعهد للفترة الصباحية، التي كان لها الدور الأكبر في إنجاح هذا النشاط وترسيخ روح الانضباط والتعاون بين طلابها، إذ تؤمن بأن بناء جيل أزهري ناجح يبدأ من غرس القيم والسلوكيات الإيجابية في نفوس التلاميذ منذ المراحل الأولى للتعليم، كما شارك في الإشراف والتنظيم الأستاذ عمرو الزهري – شيخ المعهد للفترة المسائية، وبجهود مخلصة من أسرة التربية الاجتماعية ممثلة في الأستاذة منار محمود والأستاذة ولاء أسامة، لتتكامل منظومة العمل التربوي داخل المعهد في صورة منسجمة تعبر عن روح الفريق الواحد.
ويُعد معهد الأشراف الابتدائي النموذجي أحد النماذج الراقية في منظومة التعليم الأزهري بمحافظة الجيزة، حيث يشهد المعهد حركة دؤوبة من الأنشطة الفكرية والتربوية التي تهدف إلى تعزيز القيم الإنسانية والدينية، وتنمية الوعي المجتمعي لدى الطلاب، ليصبحوا نواة لمجتمع متوازن الفكر والسلوك، يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
يعكس هذا النشاط بوضوح الدور الريادي الذي يلعبه التعليم الأزهري في بناء العقول والضمائر، فالأزهر الشريف لم يكن يومًا مؤسسة تعليمية فحسب، بل منارة هداية وتربية وإصلاح، تسعى إلى تكوين الإنسان القيمي قبل الأكاديمي، ومن هذا المنطلق يظل معهد الأشراف نموذجًا يُحتذى به في تطبيق فلسفة التعليم الأزهري، القائم على الدمج بين العلم والأخلاق، وبين الانضباط والرحمة، وبين العقل والوجدان.
إن ما يقدمه معهد الأشراف الابتدائي النموذجي من مبادرات تربوية وإنسانية يُبرهن على أن التعليم الأزهري ما زال قادرًا على تجديد رسالته بروح عصرية دون أن يفقد أصالته، فقد نجح المعهد بقيادة الأستاذة رانيا مصطفى في أن يصوغ بيئة تعليمية ملهمة، يتجلى فيها التعاون بين المعلمين والطلاب والإدارة، ليكون منارة تربوية تحتذى في جميع المعاهد الأزهرية.
وستبقى هذه الورشة علامة مضيئة في مسيرة المعهد، ودليلًا على أن غرس القيم هو الطريق الأقوم لبناء أجيال قادرة على قيادة المستقبل بروح الأزهر النقية وفكره الوسطي المستنير.