شواكيش
بلغنى أيهـا القارئ الجرئ ذو الرأى العنيد.. أن الدكتور «فصيـح خُف الريح» كبير وجهاء حكـومة بلـدنا «كفر الجميز» تخلى عن كرسيه الوتير فى مجلس العظماء.. وطار هذا الأسبوع برفقته نُص دستة وزراء، لعقد جلسة «تشاورية»، بعدما ارتفعت موجات الغضب بنسب جنونية!
< وبعد ابتسامة ساخنة بنار الانفعال والغضب.. اعتدل الدكتور «فصيح» فى جلسته «التشاورية» ووجه كلماته التحذيرية إلى الوزير «شمروخ آلابندا» متسائلًا: إيه حكاية طوابير العيش المدعم اللى فى «كفــر الجميز»؟!
< وسط دهشة واستغراب المجموعة التشاورية، أخرج الوزير «آلابندا» من حقيبته الوزارية، رغيفًا فى حجم الجينه المعدنى حالفًا: والنعمة دى يا فندم، العيش «أبو نكلة» متوفر فى كل مخابز «كفر الجميز»، لكن الناس مبتعرفش تقف كويس فى طوابير العيش.. أصلهم يا فندم معندهومش ثقافة «اللت ولا العجن»!
< ويبدو أن كبير وجهاء «كفر الجميز» بطلعته البهية سمح «بتقريص» كلام الوزير «شمروخ آلابندا» على طاولة الاجتماع التشاورى، وشكره بشدة على كلامــه «الدقيق»!
< ونظر «فصيح» إلى الوزير «شديد أبو قلب حديد» الجالس أمامه منفعلًا: إزاى ترتفع الأسعار بالشكل ده فى أسواق «كفر الجميز»؟!. وأنت ما شاء الله.. محترف دولى فى رياضة رفع الأسعار!
< وعقب استراحة مُريحة، تخللاها مأدبة غذاء شهية، بدأ الوزير «مجروح واوا» مسترسلًا: الأطباء عاوزين كاااادر خاص.. وإحنا زى ما معاليك عاااارف كويس.. كااااادرنا على قدنا واللى مش معاااااانا فى خصخصة مستشفياتنا يبقى أكيد ضدنا!
< ووقف الوزير المتعالى «مشعلل الأنفوخ» يتباهى بقراراته الضريبية وحملاته الإعلانية الاستفزازية قائلًا: معاليك.. عارف شعار حملاتنا كويس لجباية الأموال»: بِيع هدومك وأدفع الضرايب.. وبلاش تفتح على نفسك باب المصايب»!
< وبعـد أن ارتشف كـل وزير فنجان قهوته المحوجة بالمستكة والحبهان، بدأت الوزيرة «كيد الرجال» مُنشكحة فى كلامها قائلةً: أظن يا معالى الدكتور«فصيح».. ما عندناش دلوقتى فى «كفر الجميز» أى اعتصامات عمالية بسبب الحد الأدنى للأجور.. ولا وقفات احتجاجية بسبب ارتفاع الأسعار.. ولا انتفاضة سعرية لكسر عظام محترفى الاحتكار.. وده بفضـل التدخل الفورى للمسئول «الأمنى»!
< فجأة استصرخ من بين الصفوف أحد أولياء الأمور المكدرين بالدروس الخصوصية للوزير «أنفوخ تراالم» الذى أمسك بالميكرفون مدافعًا: يا فندم كلاااام أولياء الأمور عن الدروس الخصوصية وارتفاع المصروفات الدراسية.. ليس له محل من الأعراب! فقاطعه الدكتور «فصيح خُف الريح» مازحًا: تفتكر يتعرب إيه يا «تراالم»؟! فأجابه ساخرًا: يتعرب لا مؤاخذة يا فندم: «فاعل خير» مرفوع من الخدمة!
< وبدووون مقدمات ولا حركات، بدأ الوزير المخضرم « مدكوك أبو لبشة « كلامــه قـائلًا : من هنا ورااااايح يا فندم.. معندناش «تسقيع أراضى».. هيكون عندنا قريبا جدًا فى العاصمة الجدارية الجديدة.. أراضى «مسقعة» باللحمة المفرومة.. وأراضى بالصلصة الحارة.. وأراضى بالكوسة المهروسة.. وتنفيذًا لتعليمات معاليك :هنطرحها لأول مرة بالمـزاج العلنى !
< فجأة، أكفهر وجه الدكتور «فصيح خُف الريح» من الغضب الشعبى فى « كفر الجميز».. فأمر بتوزيع وجبات أورديحى بدون لحمة على متابعى الإجتماع الشعبى التشاورى.. وســط تهليل كــورال النفاق الإعلامى: «يا مدلعنا يا مهنينا.. دِى العِيشة مش غالية علينا»
شَوْكَشَة الأسبوع
آآآه يا زمن خلطبيطة لخبطيطة.. أصبحنا نمشى تاتا تاتا جنب «الحيطة».. وعجبى عليك يا زمن !!