رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر

هنا القاهرة.. الصوت الذى ما خفت يومًا، والنداء الذى ما زال يجلجل فى سماء العروبة منذ عقود، يعود اليوم ليحمل رسالة جديدة، رسالة سلام فى زمن تتعالى فيه أصوات الحرب وتغيب فيه الإنسانية.
من قلب القاهرة، تنطلق مبادرات وقف الإبادة فى غزة، وإعادة النازحين، وفتح المعابر، وإحياء الأمل فى أرضٍ أنهكها الدمار.
القاهرة لا تتحدث عن السلام، بل تصنعه بالفعل، تفتح الأبواب المغلقة، وتبقى يدها ممدودة لكل من يريد أن يوقف نزيف الدم.
وفى شرم الشيخ، مدينة السلام التى شهدت ميلاد قرارات صنعت تاريخ المنطقة، تتحرك الدبلوماسية المصرية بخُطى ثابتة وعزيمة لا تلين.
هناك، يتقاطع العالم على مائدة مصر، باحثًا عن مخرجٍ من جحيم الصراع، وعن بصيص ضوء فى آخر النفق المظلم.
لقد باتت شرم الشيخ اليوم قبلة للسلام، وملاذًا للأمل، ومنصة للعقل فى زمن الجنون.
واليوم، تشهد القاهرة لحظة فارقة فى التاريخ الحديث، إذ نجحت وساطتها الدؤوبة فى التوصل إلى اتفاق سلام بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلى، بعد مفاوضات شاقة امتدت لأيام فى شرم الشيخ.
اتفاق أنهى الحرب وأوقف آلة الإبادة، وفتح الطريق أمام إعادة إعمار غزة وعودة النازحين إلى بيوتهم.
لقد أثبتت مصر من جديد أنها وحدها القادرة على تحويل الصراع إلى فرصة، والدمار إلى بداية جديدة، وأن صوتها مسموع وموقفها يحظى باحترام العالم أجمع.
لكن السؤال الكبير يلوح فى الأفق، هل تتحول القاهرة إلى بوابة السلام الكبرى فى الشرق الأوسط؟ وهل تمتد يدها الحانية لتشمل لبنان وسوريا وليبيا واليمن والسودان، تلك الدول التى أضناها الاقتتال، وتنتظر من يطفئ نيرانها.
إن مصر تدرك أن أمن العرب واحد، وأن مصير المنطقة لا يُبنى بالسلاح بل بالحكمة، ولا يُصان بالصراخ بل بالعقل.
ومن هنا، تمضى القاهرة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى طريق صعب لكنه الطريق الصحيح: طريق إحياء الضمير الإنسانى، وصناعة واقع جديد عنوانه السلام العادل.
لقد أثبت الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه رجل الدولة فى زمن العواصف، وقائد يؤمن بأن قوة مصر ليست فى سلاحها فحسب، بل فى حكمتها ورؤيتها المتوازنة.
حين يختار البعض سياسة الصدام، تختار القاهرة الحوار، وحين تغلق العواصم أبوابها، تفتح مصر قلوبها وحدودها، لتكون الملاذ والوسيط وصوت العقل فى منطقة أنهكتها الصراعات.
إن تحركات الرئيس السيسى فى هذا الملف تعيد لمصر دورها الطبيعى كقلب الأمة وضميرها الحى، وتؤكد أن السلام ليس ضعفًا بل أسمى أشكال القوة.
ليست المرة الأولى التى تنقذ فيها مصر المنطقة من الغرق، ولن تكون الأخيرة، فكما كانت بالأمس «هنا القاهرة» هى الصيحة التى جمعت العرب من المحيط إلى الخليج عبر الأثير، فإننا اليوم أمام نداء جديد ينطلق من شرم الشيخ إلى ضمير العالم: «هنا القاهرة.. هنا صوت السلام».
واليوم، من أرض الكنانة، تنطلق رسالة القاهرة إلى العالم: كفى حربًا، كفى دماء، كفى تشريدًا، فلتمد الشعوب أيديها لمصر، ولتلتف الدول حول مبادرتها من أجل إنقاذ ما تبقى من الإنسانية فى هذا الشرق الذى تعب من اللهيب.
إن صوت القاهرة ليس مجرد نداء سياسى، بل هو صرخة ضمير إنسانى تدعو العالم أن يستفيق، وأن يمنح الأمل فرصة جديدة للحياة.
ومن شرم الشيخ إلى غزة، ومن النيل إلى المتوسط، يعلو النداء من جديد:
«هنا القاهرة.. هنا تبدأ صناعة السلام».
وفى ختام المشهد، يأتى اتفاق شرم الشيخ للسلام علامة مضيئة فى تاريخ الدبلوماسية المصرية، اتفاق لم يوقف القتال فحسب، بل أعاد للعالم الثقة فى أن صوت الحكمة أقوى من هدير السلاح.
لقد أعاد الاتفاق لآلاف الأسر الفلسطينية حق الحياة، وفتح أبواب الأمل أمام جيل جديد وُلد فى زمن الحروب ليحيا فى زمن السلام.
وهكذا تمضى القاهرة فى طريقها، لا تبحث عن شكر ولا تصفيق، بل عن مستقبل تُشرق فيه شمس الإنسانية من جديد على المنطقة.

[email protected]