همسة طائرة
يظل السادس من أكتوبر رمزًا خالدًا لانتصار الإرادة المصرية فى حرب 1973، حين أعاد الجيش المصرى العزة والكرامة للأمة بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف فى ملحمة خالدة.. أكتوبر كان وما زال وسيظل شهرًا ذا رمزية وطنية لدى المصريين،
<< يا سادة.. يأتى شهر أكتوبر كل عام ليجدد فى وجدان المصريين روح النصر والإرادة التى تجلت فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973، حين أعاد الجيش المصرى العظيم الكرامة والعزة للأمة العربية، محققًا نصرًا تاريخيًا حاسمًا بعد عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف فى أقل من ست ساعات، فى ملحمة شهد لها العالم بالكفاءة والتخطيط والإرادة الصلبة...فقد شارك فى الحرب أكثر من 220 ألف مقاتل مصرى، ونجحت القوات المسلحة فى استعادة أكثر من 4500 كيلومتر مربع من أراضى سيناء المحتلة، لتصبح ملحمة أكتوبر رمزًا متجددًا للبطولة الوطنية.. واليوم، وبعد مرور أكثر من نصف قرن على النصر العظيم، تواصل مصر انتصاراتها فى مجالات جديدة، لترسخ مكانتها كقوة إقليمية فاعلة فى السماء والدبلوماسية والرياضة على حد سواء.
<< يا سادة.. مع حلول ذكرى حرب 6 أكتوبر 1973 تستعيد البلاد روح العزيمة والإنجاز روح تجلّت هذه السنة فى مجالات دبلوماسية ورياضية ومهنية جديدة.
وبعد أكثر من خمسة عقود، تواصل مصر تحقيق انتصارات جديدة فى مجالات مختلفة تعكس روح أكتوبر ذاتها.. ففى ساحة الدبلوماسية الدولية، حققت مصر إنجازًا تاريخيًا بفوز الدكتور خالد العنانى بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو بعد حصوله على أغلبية أصوات المجلس التنفيذى، ليصبح أول مصرى وعربى يتولى قيادة المنظمة العالمية منذ تأسيسها، تأكيدًا لثقة المجتمع الدولى فى الكفاءات المصرية.
<< يا سادة.. فى خطوة وصفها المراقبون بالتاريخية، انتُخِب الدكتور خالد العنانى مديرًا عامًا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» فى 6 أكتوبر 2025، بعد حسم التصويت فى المجلس التنفيذى لصالحه بأغلبية واسعة»حصل على 55 صوتًا مقابل 2 صوتين لمنافسه».. وستعرض نتائج انتخاب المجلس التنفيذى للتصديق على هامش أعمال المؤتمر العام لليونسكو المقرّر فى نوفمبر. يُعد هذا الفوز أول تولٍّ مصرى وعربى لهذا المنصب منذ تأسيس المنظمة، وما لاقاه من ترحيب رسمى وشعبى يعكس الثقة فى الكفاءة المصرية على الساحة الدولية.
<< يا سادة.. وفى مجال الطيران المدنى، عززت مصر حضورها الدولى بفوزها بعضوية مجلس منظمة الإيكاو عن الفئة الثانية خلال الدورة 42 للجمعية العمومية فى مونتريال، وهو ما يعكس التقدير العالمى لدور القاهرة فى تطوير منظومة الطيران والسلامة الجوية إقليميًا ودوليًا.. فخلال جلسات الدورة الـ42 للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدنى الدولى «الإيكاو» بمونتريال، نجحت مصر فى الفوز بعضوية مجلس المنظمة عن الفئة الثانية، ما يعطى القاهرة صوتًا فاعلًا فى صياغة سياسات الطيران المدنى الدولى واتخاذ القرارات التشغيلية والتنظيمية. رحّب الجانب المصرى بالنتيجة واعتبرها تتويجًا لجهود دبلوماسية ومهنية طويلة، وأكدت وزارة الطيران أن الفوز يعزز قدرة مصر على الدفاع عن مصالحها ومساهمة الخبرات المحلية فى صنع قرارات القطاع عالميًا.
<< يا سادة.. الدكتور سامح الحفنى، وزير الطيران المدنى، أعرب عن اعتزازه بهذا الإنجاز، مشيرًا إلى أن الفوز ثمرة دعم القيادة السياسية وعلاقات مصر الدولية فى مجال الطيران المدنى، وأنه سيفتح آفاق تعاون فنى أوسع مع دول العالم فى مجالات السلامة والتنمية المستدامة للنقل الجوى.
<< يا سادة.. أما رياضيًا، فقد واصل المنتخب القومى المصرى تألقه فى تصفيات كأس العالم 2026، متصدرًا مجموعته بأداء قوى ومستقر يعيد إلى الأذهان روح العزيمة والانتصار.. فعلى أرض الملاعب منتخب مصر فى طريق مشرف نحو كأس العالم، حيث سجّل المنتخب القومى المصرى نتائج إيجابية فى تصفيات كأس العالم؛ حيث احتل صدارة مجموعته بعد سلسلة مباريات تمثّل عودة قوية للأداء الوطنى. وفقًا لنتائج الجولات الأخيرة، يتصدر المنتخب مجموعته بعدد نقاط متقدم «ذكرت تقارير النقاط والإحصاءات الأخيرة أن المنتخب وصل إلى 23 نقطة بعد 9 مواجهات، مع استمرار المباريات الحاسمة فى الأجندة القارية». هذا المستوى يُعد مؤشرًا واضحًا لنجاح السياسات الفنية لاتحاد الكرة ودعم الدولة للمجال الرياضى كأداة قوة ناعمة يكتب المنتخب القومى المصرى لكرة القدم فصلًا جديدًا من فصول الانتصار الوطنى، بعد أن تصدر مجموعته فى تصفيات كأس العالم 2026 محققًا 10 نقاط من 4 مباريات، بتسجيل 8 أهداف مقابل هدفين فقط.
ويؤكد هذا الأداء القوى عودة الكرة المصرية إلى مكانتها القارية، بفضل رؤية اتحاد الكرة المصرى ودعم الدولة للرياضة كقوة ناعمة تعكس طموح الشعب المصرى وروح أكتوبر التى لا تعرف المستحيل.
<< همسة طائرة
<< يا سادة.. إنها انتصارات أكتوبر المتجددة فى ميادين جديدة.. من الحرب إلى السلام، ومن العبور إلى الريادة لتؤكد أن مصر لا تعرف إلا طريق النصر والعزة.
<< يا سادة.. ما يجمع هذه الأحداث انتخاب خالد العنانى لقيادة اليونسكو، فوز مصر بعضوية مجلس الإيكاو عن الفئة الثانية، وأداء المنتخب الوطنى فى تصفيات كأس العالم هو استمرارية قدرة الدولة والمؤسسات المصرية على استعادة مواقع تأثيرٍ دولية فى مجالات متنوّعة «الثقافة، الطيران، والرياضة». وكل إنجاز منها يعكس عاملين أساسيين: بناء مؤسسى طويل وتمثيل دولى مُنسّق يدعمه مقررات وسياسات داخلية وإقليمية.
<< يا سادة.. روح أكتوبر.. مستمرة فى كل إنجاز مصرى فمن عبور قناة السويس فى 1973 إلى عبور مصر نحو المراكز الدولية فى الإيكاو وميادين كأس العالم فى 2025، يظل أكتوبر رمزًا للعبور والإنجاز.
ففى السماء، ترفع مصر علمها بين 193 دولة فى المحافل الدولية، وعلى الأرض تبنى وتنافس، وفى الملاعب تزرع الأمل وتستعيد الريادة.. إنها روح أكتوبر المتجددة، التى تؤكد أن مصر لا تعرف سوى طريق النصر مهما تغيّرت الساحات وتعددت التحديات.