رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

إيلون ماسك يقاضي OpenAI بتهمة سرقة أسرار xAI

بوابة الوفد الإلكترونية

في تصعيد جديد للحرب الباردة داخل عالم الذكاء الاصطناعي، رفعت شركة xAI المملوكة لإيلون ماسك دعوى قضائية ضد شركة OpenAI، المطوّرة لتقنية ChatGPT، متهمةً إياها بسرقة أسرار تجارية ومعلومات حساسة تخص أعمالها. 

وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع فقط من رفع xAI دعوى أخرى ضد موظف سابق اتهمته بسرقة بيانات الشركة قبل انتقاله إلى OpenAI، في ما يبدو أنه بداية لمعركة قانونية طويلة بين اثنتين من أبرز الشركات في هذا المجال.

اتهامات مباشرة بسرقة الأسرار التجارية

تقول xAI في الدعوى الجديدة، التي كشف عنها تقرير لموقع "شيروود"، إن OpenAI تورطت في "نمط واسع ومقلق من اختلاس الأسرار التجارية والمنافسة غير العادلة والتدخل المتعمد في العلاقات الاقتصادية".
وأضافت الشركة أن الموظف السابق شيوتشين لي لم يكن حالة فردية، بل جزءًا من سلسلة أوسع من الانتهاكات التي شملت موظفين آخرين تم استقطابهم من xAI للعمل في OpenAI، ونقلوا معهم، بحسب الدعوى، "بيانات حساسة ومعلومات ملكية".

ومن أبرز الاتهامات الواردة في الدعوى أن مهندسًا سابقًا في xAI يُدعى جيمي فرايتور قام بنسخ شفرة المصدر الخاصة بالشركة ونقلها إلى أجهزته الشخصية قبل مغادرته، ثم التحق لاحقًا بـ OpenAI. كما تشير الدعوى إلى أن مسؤولًا ماليًا كبيرًا نقل "الوصفة السرية" الخاصة بـ xAI لتوسيع مراكز البيانات بسرعة، دون احترام التزاماته القانونية تجاه الشركة.

OpenAI ترد: مزاعم بلا أساس و"مضايقات مستمرة"

في أول تعليق رسمي على الاتهامات، أصدرت OpenAI بيانًا لموقع Engadget وصفت فيه الدعوى بأنها "أحدث فصل في سلسلة مضايقات السيد ماسك المستمرة".
وأكدت الشركة أنها "لا تتسامح مطلقًا مع أي انتهاكات للسرية أو أي اهتمام بالأسرار التجارية من مختبرات أخرى"، مشيرة إلى أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وأنها تهدف فقط إلى تشويه سمعتها في سوق الذكاء الاصطناعي الذي يشهد تنافسًا متزايدًا.

خلفية الصراع بين ماسك وOpenAI

العلاقة بين إيلون ماسك وOpenAI معقدة ومليئة بالتوتر منذ سنوات. فالرجل الذي كان أحد مؤسسي الشركة في بداياتها عام 2015، انسحب منها لاحقًا بعد خلافات داخلية حول استراتيجيات التطوير واتجاه الشركة نحو تحقيق الأرباح، وهو ما اعتبره ماسك "خيانة لفكرة الذكاء الاصطناعي المفتوح والشفاف".

ومنذ ذلك الحين، دخل ماسك في سلسلة من النزاعات القانونية والإعلامية مع OpenAI. ففي الشهر الماضي، رفعت شركته xAI دعاوى قضائية ضد كل من OpenAI وApple، بسبب ظهور تطبيق Grok — المساعد الذكي الذي طورته xAI — في مرتبة متأخرة بقوائم متجر التطبيقات، معتبرًا أن تصدر ChatGPT لتلك القوائم يمثل "انتهاكًا لقوانين مكافحة الاحتكار".

كما اتهم ماسك OpenAI مرارًا بالتحول من منظمة بحثية غير ربحية إلى شركة تجارية ذات شراكات قوية مع عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت، التي تمتلك حصة مؤثرة في الشركة، معتبرًا أن هذا التحالف يشكل خطرًا على مستقبل الذكاء الاصطناعي المستقل.

تأتي هذه الدعوى في وقت يتزايد فيه التنافس بين xAI وOpenAI على الريادة في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية. فبينما تعتمد OpenAI على ChatGPT كمنصة محورية تستخدمها شركات ومؤسسات في جميع أنحاء العالم، تسعى xAI لتعزيز مكانتها عبر نظام Grok، المدمج حاليًا داخل منصة X (تويتر سابقًا)، والذي يقدم تجربة محادثة أكثر "جرأة وسرعة في الاستجابة"، وفقًا لتصريحات ماسك.

ويرى محللون أن معارك ماسك القانونية ضد OpenAI لا تقتصر على حماية الملكية الفكرية فحسب، بل تمثل أيضًا صراعًا على الهيمنة في سوق الذكاء الاصطناعي التجاري الذي تجاوزت قيمته مئات المليارات من الدولارات.

حتى الآن، لم تعلق الجهات القضائية الأمريكية رسميًا على الدعوى الجديدة، لكن خبراء قانونيين يتوقعون أن تمتد القضية لفترة طويلة نظرًا لتداخلها مع قضايا سابقة تتعلق بالملكية الفكرية وسرية البيانات بين شركات التكنولوجيا الكبرى.

في النهاية، يبدو أن ما يجري بين xAI وOpenAI يتجاوز مجرد نزاع قضائي، فهو يعكس معركة النفوذ الكبرى على مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي — معركة لا تُحسم في قاعات المحاكم فحسب، بل أيضًا في مختبرات التطوير ومليارات الدولارات التي تُستثمر في هذه الثورة التقنية القادمة.