رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

رسالة حب

فى ذكرى النصر كان لزامًا علينا أن نتوقف أمام الدروس المستفادة من هذه الملحمة العسكرية التى سجلها التاريخ بحروف من نور، وكذلك علينا أن نتوقف أمام كلمات القادة والأبطال الذين خاضوا المعركة بكل شرف وأمانة ونستعرض شهادات المفكرين والساسة الذين عاصروا الحرب خاصة إذا كان ذلك عن قرب.. ومن أمثال هؤلاء الأمير تركى الفيصل نجل الراحل العظيم الملك فيصل - رحمة الله عليه- الذى كان له وللمملكة العربية السعودية دور مشرف فى هذه الحرب.. دور يفخر به كل عربى.

قال المفكر والسياسى الكبير الأمير تركى الفيصل منذ أيام فى حديثه عن حرب أكتوبر: لقد كان هناك موقف عربى مشرف أقدمت عليه المملكة العربية السعودية فى حرب أكتوبر 1973، بقرارها بقطع إمدادات البترول كوسيلة ضغط على الولايات المتحدة والغرب، وتطرق الأمير تركى إلى دور والده قائلا: إن الملك فيصل بدأ قبل حرب 1973 بثلاث سنوات، بالحديث عن ضرورة أن تقوم أمريكا بخطوات لإزالة الاحتلال الاسرائيلى بناء على قرارات الأمم المتحدة وبدأ يخاطب الأمريكيين رسميًا، وعبر صحافتهم وقال لهم: إذا أردتم زيادة إنتاجنا من البترول فلا بد أن تعالجوا القضايا التى نواجهها وهى إنهاء الاحتلال.

وأضاف عندما وقعت الحرب كان الوقت مناسبًا لوضع حظر يتناسب مع قيمة الحدث، وذلك عندما قدمت أمريكا المساعدة لإسرائيل وعوضتها عن خسائرها فى بداية الحرب.

وأوضح الأمير تركى، أن قرار قطع النفط عن أمريكا وهولندا والبرتغال لم يكن مطلقًا، وإنما متدرج حيث بدأ بـ5% من الانتاج، ثم زادت النسبة إلى 10% حتى حصل الملك على وعد من الرئيس نيكسون بإيجاد حل عادل وشامل للشرق الأوسط.

وتابع الأمير تركى الفيصل، بعد ذلك قام هنرى كيسنجر برحلات إلى مصر والسعودية وزار سوريا لاحقًا بتنسيق بين الملك فيصل وحافظ الأسد، ثم حصل فض الاشتباك الأول والثانى.

هكذا تحدث الأمير تركى وكشف عن وحدة الصف والتضامن العربى فى الحرب المجيدة وهو أخطر سلاح فى هذه المعركة.. هذه الوحدة وهذا التضامن الذى تجسد فى قرار قطع إمدادات البترول أربك الولايات المتحدة والغرب وكان ورقة ضغط قوية ساهمت فى تحقيق النصر.

وإذا عدنا إلى خطاب النصر الذى ألقاه القائد والزعيم أنور السادات صاحب قرار الحرب فقد تحدث عن الوحدة العربية والتضامن العربى.. فقد قال نصًا: لقد كانت هناك إشارة واضحة إلى وجود تمزق فى ضمير الأمة العربية كلها، وكنت أرى ذلك طبيعيًا لأسباب اجتماعية وفكرية وزادت عليها مرارة النكسة، وتطرق الرئيس السادات إلى وجود شكوك فى مقدرة الأمة العربية على المواجهة، ثم تحدث عن رأيه فى هذا قائلًا: كان رأيى أن الأمم لا تستطيع أن تكشف نفسها وجوهره إلا من خلال ممارسة الصراع وبمقدار ما يكون التحدى تكون يقظة الأمة.

نعم كانت يقطة الأمة ووحدتها من أهم أسباب النصر.. هذه هى الحقيقة وهذا هو الدرس.