رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الناصية

بكل المقاييس العسكرية يعتبر النصر المصرى فى حرب أكتوبر 1973 من الاعمال البطولية العظيمة فى تاريخ البشرية.. ومع ذلك يأتى أحمد الشرع الذى يحكم بعض السوريين ولا يحكم كل سوريا، ويلغى هذه الذكرى من تاريخ سوريا وكأنه يهدى دماء السوريين فى هذا اليوم للإسرائيليين!

ولا تعتبر جائزة الجولانى للإسرائيليين هى الأولى بعد هزيمتها منذ 52 عاماً فقد سبق وقد أعطى إخوان حماس لإسرائيل الانقسام الفلسطينى الذى كان أكبر جوائزها منذ نصر 6 أكتوبر، ولا أعرف إذا كان مجاناً أو بمقابل، وكذلك لم يبخل عليها حسن نصر الله، وجه العملة الآخر من الشرع، ثم إيران والحوثيين.. بمنح إسرائيل انتصارات صغيرة لتنسى هزيمتها الكبرى من المصريين!

ويحزننى، ويحزن كل عربى، أن يطأطأ الذل أعناق ما يطلقون على أنفسهم المقاومة من الحمساويين وحكام سوريا وحزب الله وإيران حتى لامست رؤوسهم أطراف اقدامهم أمام انتصارات إسرائيل التى صنعوها بأياديهم وأهدوها لها وهم راكعون!

والحقيقة المريرة أن مصر تحملت الكثير من الرذالات، والسخافات والمزايدات على رأى الرئيس السادات رحمه الله، من ممولى حملات الكراهية ضدها الذين أطلقوا على أنفسهم جبهة الصمود والتصدى وكأنهم عاقبوا مصر على انتصارها على إسرائيل واستعادة كامل أراضيها ولأنها أجبرت الكيان الصهيونى على السلام!

ولا شك إن إسرائيل استفادت الكثير من هزيمتها فى 6 أكتوبر 1973، وكانت أولى الدروس التى تعلمتها ألا تدخل فى حرب كبرى أو حتى معركة محدودة مع مصر مرة أخرى، وأن تتخذ من السلام مع مصر خياراً وحيداً لتتجنب هزيمة جديدة منها، ولذلك لم تجرؤ إسرائيل على مدى 52 سنة على المساس بحدود مصر أو الاقتراب منها، حتى عندما حصلت بعض الحوادث المتفرقة على الحدود بين الجنود حافظت على غير العادة على ضبط النفس حتى لا تتورط فى مواجهة مع مصر تعرف مسبقاً إنها سوف تكون الجانب الخاسرة فيها!

ومن أهم الدروس التى تعلمتها إسرائيل من حرب العاشر من رمضان هو عدم الدخول فى حرب مع دولة ذات جيش محترف ونظامى مثل مصر صاحب تاريخ عريق فى حماية حدود أرض الدولة المصرية منذ آلاف السنين، بعد أن عرفت أن نهايتها سوف تكون هزيمة ساحقة ماحقة.. ولذلك عادت كما بدأت إلى حرب العصابات بعيداً عن مصر وأمنها وحدودها، وقامت بخلق عصابات أو كيانات موازية فى العديد من الدول المحيطة مثل إخوان حماس وحزب الله وداعش والزرقاوى والبغدادى والجولانى.. وغيرهم، لتخريب وتمزيق دول مثل العراق ولبنان وسوريا من الداخل مما يمكنها من احتلال كامل فلسطين!

إن الاحتفال كمصريين بنصر أكتوبر 73 هذا العام يختلف عن كل الأعوام.. لأنه احتفال بذكرى نصر عظيم كالعادة، وبمناسبة اعتراف الأخوة والأصدقاء والأعداء بالإضافة الى المتآمرين والخونة بقيمة مصر ودورها المحورى على القضية الفلسطينية وهو الدور الذى حاول البعض اختطافه بالتقليل من مكانة مصر وتأثيرها.. وفى الأخير اضطروا صاغرين العودة إلى مصر وإلى أجمل مدنها شرم الشيخ مدينة السلام لإنقاذ ما تبقى من الشعب الفلسطينى وأرض فلسطين.. وأقول لهؤلاء الذين عاشوا وتعايشوا على التقليل من قيمة الانتصار المصرى فى أكتوبر العظيم.. أنكم معذورين فلم تنتصروا فى حروب من قبل!

 

[email protected]