رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

نور

أمس الأول الإثنين الموافق السادس من أكتوبر، احتفلت مصر بذكرى الانتصار على إسرائيل وبفوز الدكتور خالد العنانى بإدارة منظمة اليونسكو كأول عربى يصل لهذا المنصب الرفيع بعد معركة حاسمة حصل فيها على 55 صوتًا مقابل صوتين لمنافسه.. وفى نفس اليوم كانت سوريا شريكة مصر فى الحرب تحتفل بيوم النصر على طريقة نظامها الجديد، فقد ألغى الرئيس السورى الإجازة الرسمية فى هذا اليوم العظيم للأمة العربية، لتتحول ذكرى النصر،عندهم، ليوم نكسة جديدة!

الحدثان اللذان صاحبا هذا اليوم فى يوم 6 أكتوبر المجيد يكشفان ما وصلت له مصر بدولتها الوطنية من انتصار ثقافى وعلمى وقيمى، وما سقطت فيه سوريا بسلطتها الثيوقراطية القادمة من مشروع (هدم الدولة القائمة على فكرة المواطنة) إلى إقامة (الدولة المستندة إلى تصنيف المواطن) وتقسيم البلاد قبل العباد!!

هذا هو الفارق الذى نتحدث عنه منذ سقوط الجيش السورى وسيطرة قوات مارست الإرهاب علنًا على دمشق لتتحول من عاصمة حضارية عتيقة إلى مدينة تؤوى قوات وميليشيات قتلت ونهبت وأحرقت ودمرت من أجل الاستيلاء على السلطة حتى ولو على أطلال البيوت وجثث الأبرياء.

مصر التى تخلصت من الإرهاب تتصدى اليوم، عبر أحد أبنائها، لإدارة أهم منظمة دولية معنية بالثقافة والعلوم، وسوريا سقطت فى أيدى ميليشيات مسلحة تريد محو كل ماقبلها حتى لو كان انتصارًا عربيًا مجيدًا!!

العرب الآن فى اختبار الاختيار!! إما الإرهاب المُقنع الذى يرتدى ثياب الدين تدليسًا وكذبًا.. وإما الدولة الوطنية التى تحمى العبادات مرتديةً غطاء الثقافة والعلم الذى تكتسى به الدول القوية العفية القادرة!!

أحمد الشرع رئيس سوريا الحالى القادم من خلفية ميلشيات حاربت الجيش الوطنى، اتخذ قراره الثورى بإلغاء إجازة ذكرى انتصار أكتوبر فى دلالة على أن الدولة السورية الجديدة لا تعترف بالنصر الذى شارك جيش بلاده فى تحقيقه خلال ذلك اليوم.. الغريب أن الرئيس السورى الثورى دخل دمشق بغطاء أمريكى إسرائيلى تركى.. واتفق مع كل هؤلاء الشركاء لتحقيق هدف القضاء على الجيش الوطنى السورى ومخازن أسلحته وذخيرته ومدرعاته.. فأصبحت سوريا بلا درع أو سيف.. وإذا حاول الرئيس السورى تكوين أية نواة لبناء جيش حقيقى سيتم ضربها وتدميرها.. صحيح هو يقوم بالتفاوض مع إسرائيل، حليفته فى القضاء على الجيش السورى لمد جسور علاقات معها بعدما قام بأداء مهمته بنجاح ضد جيش بلاده.. ولكن إسرائيل التى تحتل نصف أراضى سوريا من ديسمبر 2023 لن تأمن لمن باع جيشه من أجل مقعدٍ وثير!

لقد فازت مصر بمقعد مدير منظمة اليونسكو فى يوم نصرها لتثبت أنها مصر المتماسكة المتقدمة التى لا تتخلى عن مساراتها وجذورها الثقافية.. وخسرت سوريا هويتها الوطنية فى ذكرى نفس اليوم الذى توجهت فيه قواتها المسلحة لتحرير مرتفعات الجولان عام 1973 لتتحول إلى بلادٍ ممزقة الجسد تعانى من غربة أبنائها هجرًا واغتراب سكانها قهرًا!