ليلة دامية تهز المنوفية بين وداع طفل وجثتين غامضتين

حادث المنوفية لم يكن مجرد واقعة عابرة، بل سلسلة من المآسي المتلاحقة التي هزت وجدان الأهالي من أشمون إلى قويسنا، فبينما ودع العشرات طفلا في ربيع عمره سقط ضحية تروسيكل مسرع، كانت مياه المصرف في قرية أخرى تحتضن جثمان سيدة مجهولة الهوية، لتتحول المحافظة الهادئة إلى مسرح متكرر للحوادث التي تتنوع أسبابها وتتشابه نهاياتها، حيث الدموع واحدة والوجع واحد.
المشهد كان مفعما بالحزن والأسى، إذ شيع العشرات من أبناء القرية الطفل الصغير إلى مثواه الأخير وسط دموع لا تتوقف ودعوات بالرحمة.
وداع حزين لطفل أشمون
انطلقت جنازة الطفل عبد الله من مسجد القرية عقب صلاة الجنازة التي شارك فيها الأهالي والأقارب وزملاؤه في المدرسة، ثم تم مواراته الثرى في مقابر الأسرة بعزبة أبو النرش. وبدت ملامح الصدمة على وجوه الحاضرين الذين أكدوا أن الطفل كان عائدا من الدرس حين دهسه التروسيكل أثناء قيادته الدراجة التي اشتراها له والده لتسهيل تنقله اليومي بين المنزل ومكان الدروس. ما كان وسيلة راحة تحول في لحظة إلى سبب الفاجعة.
وأوضح عدد من سكان القرية أن الحادث وقع قرب كوبري الشنوفي، وهو موقع يشهد حركة مرور كثيفة ويعد من أكثر النقاط خطورة في الطريق، مؤكدين أن الحادث المؤلم كشف مجددا حاجة المنطقة إلى مزيد من الإجراءات المرورية لحماية الأطفال من حوادث الطرق. وأكد شهود العيان أن الحادث كان سريع الحدوث ولم يتمكن أحد من إنقاذ الطفل بعد أن سقط على الأرض متأثرا بإصاباته.
تحرك أمني سريع
تلقى اللواء علاء الجاحر، مدير أمن المنوفية، إخطارا من مركز شرطة أشمون يفيد بوقوع حادث بجوار كوبري الشنوفي، وبالانتقال إلى موقع البلاغ تبين مصرع الطفل عبد الله، طالب الصف الأول الإعدادي، في الحال بعد أن صدمه تروسيكل خلال عودته من الدرس. وتم نقل الجثمان إلى مستشفى أشمون العام، فيما تولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة بعد تحرير محضر رسمي.
جثمان مجهول في مياه المصرف
لم يكد أهالي المحافظة يفيقون من وقع حادث المنوفية في أشمون حتى عادت مشاعر الحزن والقلق لتخيم من جديد على مركز قويسنا بعد عثور الأهالي على جثمان سيدة تطفو في مياه أحد المصارف.
وكان مدير أمن المنوفية اللواء علاء الجاحر قد تلقى إخطارا من مأمور مركز قويسنا يفيد بالعثور على جثمان سيدة في أحد المصارف المائية بالمنطقة.
انتقلت قوات الأمن والبحث الجنائي إلى موقع البلاغ، وبالمعاينة تبين أن الجثمان يخص السيدة "ولاء ا. ا."، وتم نقل الجثة بواسطة سيارة الإسعاف إلى مستشفى قويسنا المركزي ووضعها تحت تصرف النيابة العامة التي أمرت بعرضها على الطب الشرعي لتحديد السبب الحقيقي للوفاة، والتأكد مما إذا كانت هناك شبهة جنائية أو أن الوفاة نتيجة حادث عرضي. كما وجهت النيابة بسرعة جمع التحريات حول الواقعة من شهود العيان في محيط المصرف.
جريمة غامضة تهز قرية شرانيس
وفي واقعة أخرى لا تقل غموضا، شهدت قرية شرانيس التابعة لمركز قويسنا حادثة مروعة بعد أن عثر الأهالي على جثمان سيدة داخل منزلها وعليها آثار طعنات متفرقة بالجسد. تلقى اللواء علاء الجاحر مدير أمن المنوفية إخطارا من مأمور مركز شرطة قويسنا العميد نبيل مسلم، يفيد بعثور الأهالي على جثمان سيدة مقتولة في ظروف غامضة. وانتقلت قوات الأمن لمعاينة مكان الجريمة وتم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة التي بدأت تحقيقاتها لمعرفة دوافع الجريمة وتحديد الجاني.
وأكدت التحريات الأولية أن السيدة كانت تعيش بمفردها داخل المنزل، وأن الحادث تم في وقت متأخر من الليل دون أن يسمع الجيران أي أصوات استغاثة، ما زاد من غموض الواقعة ودفع الأجهزة الأمنية لتكثيف جهودها لكشف التفاصيل الكاملة.