فيفا يتجنب الحسم ويلقي ملف إسرائيل في ملعب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم

في تطور جديد يعكس تعقيدات العلاقة بين الرياضة والسياسة، أعلن نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فيكتور مونتالياني أن قرار تعليق مشاركة إسرائيل في البطولات الدولية لا يدخل ضمن صلاحيات الفيفا المباشرة، بل يعد مسؤولية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الذي تنتمي إليه إسرائيل كعضو كامل العضوية.
وخلال كلمته في مؤتمر للأعمال الرياضية، شدد مونتالياني، الذي يترأس أيضاً اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي "كونكاكاف"، على ضرورة احترام اللوائح الداخلية لكل اتحاد قاري. وقال: "إسرائيل عضو في اليويفا، وبالتالي فإن القرارات المتعلقة بمشاركتها أو تعليقها تعود بالكامل إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، تماماً كما يحدث في أي اتحاد آخر."
ضغوط سياسية وحقوقية
القضية أثارت نقاشاً واسعاً، خصوصاً مع تصاعد الدعوات لتجميد النشاط الكروي الإسرائيلي على خلفية الحرب الجارية في قطاع غزة.
وكانت التوقعات تسير نحو عقد جلسة طارئة للتصويت داخل اليويفا بشأن مستقبل مشاركة إسرائيل في البطولات الأوروبية. غير أن تقارير إعلامية بريطانية كشفت أن التصويت تم تأجيله في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة جديدة لوقف الحرب، ما دفع مسؤولي الاتحاد الأوروبي للتريث قبل اتخاذ أي قرار قد ينعكس على التوازنات السياسية الجارية.
في الوقت نفسه، طالبت منظمة العفو الدولية بشكل رسمي كلّاً من الفيفا واليويفا بالتحرك لتعليق عضوية إسرائيل، معتبرة أن السماح لها بالاستمرار في المنافسات يمثل تجاوزاً للقيم الإنسانية وانتهاكاً لحقوق الرياضيين الفلسطينيين. لكن رغم هذه الضغوط، لم يبد الفيفا أي استعداد للتدخل، متمسكاً بموقفه القائل بأن الملف بيد اليويفا وحده.
الحسابات الرياضية
من الناحية الرياضية، تتواجد إسرائيل حالياً في المركز الثالث ضمن المجموعة الأولى من التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026 المقرر تنظيمه في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. هذا الموقع يزيد من أهمية القرار المرتقب، لأن استبعادها في هذه المرحلة قد يغير شكل المنافسة ويؤثر على نتائج باقي المنتخبات.
ويرى محللون أن موقف الفيفا يعكس محاولة لتفادي الصدام المباشر مع أي طرف، خاصة أن تعليق عضوية أي اتحاد وطني غالباً ما يترتب عليه أزمات قانونية وتعويضات مالية ضخمة. وبينما يواصل الفيفا التنصل من الملف، يظل اليويفا في مواجهة مباشرة مع التحدي، وسط حالة من الانقسام داخل أروقته.
مستقبل غامض
السيناريو الأقرب حتى الآن هو استمرار حالة الانتظار، مع احتمال تأجيل أي قرار جذري لحين اتضاح الأوضاع السياسية. لكن بقاء إسرائيل في المنافسات دون حسم نهائي سيجعل الملف يتصدر عناوين الرياضة العالمية لفترة طويلة، باعتباره نموذجاً صارخاً لتشابك الرياضة مع القضايا السياسية والإنسانية.