«إيزيس لمسرح المرأة» يرفع لافتة «كامل العدد»
يواصل مهرجان إيزيس الدولى لمسرح المرأة، فعالياته فى دورته الثالثة، الذى تنظمه مؤسسة «جارة القمر» برئاسة المخرجة والممثلة عبير لطفى، تحت شعار الاحتفاء بالإبداع النسوى، والذى أن يجذب جمهورًا واسعًا من عشاق المسرح والفن، لدرجة رفع لافتة «كامل العدد» فى معظم العروض، فى مشهد يعكس تعطش الجمهور للمسرح النوعى الذى يناقش قضايا حيوية تمس الإنسان عموما والمرأة خصوصًا.
وشهد اليوم الأول من المهرجان إقبالًا غير مسبوق على عرضى «هل ترانى الآن» للمخرجة لبنى المنسى، و«بيرسونا» للمخرج سعيد سليمان، ورغم ضيق الوقت، حرصت إدارة المهرجان على إعادة عرض «هل ترانى الآن» استثنائياً إرضاءً للجمهور، بينما تمت إضافة مقاعد إضافية لعرض «بيرسونا» ليستوعب العدد الكبير من الحضور، هذا المشهد الجماهيرى عكس المكانة المتنامية للمهرجان، وقدرته على خلق حوار حى بين الفنان والجمهور.
وحمل العرض المصرى «هل ترانى الآن» رؤية تفاعلية مبتكرة، إذ أشرك الجمهور فى أحداث المسرحية التى تناولت قصة فتاة انهارت نفسيًا بعد ارتكابها جريمة موثقة على وسائل التواصل الاجتماعى، ليجد المشاهد نفسه جزءا من التجربة الدرامية داخل فضاء أقرب إلى الاستوديو التلفزيونى المباشر.
أما العرض «بيرسونا»، فقدّم صورة مؤثرة عن فتاة مصابة بالتوحد تبحث عن هويتها خلف أقنعة المجتمع، ليطرح أسئلة عميقة حول الحرية الفردية وضرورة التحرر من الزيف.
كما استضاف مسرح الريحانى، ماستر كلاس للنجم فتحى عبدالوهاب، الذى تحدث عن تجربته الفنية ورؤيته لمناهج التمثيل، مؤكدًا أن الريادة الفنية ستبقى لمصر مهما تقلبت الظروف، لأنها صاحبة تاريخ فنى ممتد لأكثر من 130 عامًا فى المسرح والسينما والموسيقى، لافتًا أن الصدق فى الحياة ينعكس بالضرورة على صدق الممثل فوق الخشبة أو أمام الكاميرا، مشيرًا إلى أهمية دور المخرج فى صناعة الأعمال الخالدة.
كما استضاف مسرح الهناجر عرض «آخر حبة رملية» للمخرج عبدالله أنور، الذى جسد رحلة امرأة تواجه خيانات الحياة وخذلان الأحبة، جاء العمل كصرخة وجودية تتقاطع فيها الرموز مع الحوار الداخلى، فى أجواء مسرح تجريبى يحفر فى أسئلة الحب والفقد والحرية.
أما المسرح العالمى فكان حاضرًا عبر العرض الإسبانى «العرس الدامى» للمخرج باتى أبريغو، المأخوذ عن نص لوركا الشهير «عرس الدم»، ووقدّمت ممثلة واحدة جميع الشخصيات الدرامية، فى تجربة فنية جريئة تكثف الصراع بين القيم الجامدة ورغبة الإنسان فى الحرية الفردية، وهو ما لاقى تفاعلا كبيرا من الجمهور المصرى.
كما شهد مسرح السامر عرض مسرحية «فاطمة الهوارى – لا تصالح» للمخرج غنام غنام، التى أعادت إحياء مأساة فلسطينية فى مواجهة آلة الاحتلال العمل، الذى قُدم بشكل تطوعى كامل، طرح مواجهة درامية بين الضحية والجلاد، مؤكدا على دور المسرح منبر للمقاومة وكسر الصمت.
لم يقتصر المهرجان على العروض المسرحية، بل تضمن برنامجًا للأفلام الوثائقية ضمن مسار «الفنون المجتمعية»، حيث عُرض فيلم «بنت يامنة» للمخرجة مروة الشرقاوى، الفيلم وثق رحلة فتاة من أسيوط واجهت تحديات اجتماعية واقتصادية، واستطاعت أن تحول الصعوبات إلى قوة، أعقب العرض جلسة نقاشية مؤثرة شاركت فيها بطلة الفيلم ووالدتها، لتتحول القاعة إلى مساحة حوار إنسانى مباشر مع الجمهور.
يقام مهرجان إيزيس الدولى لمسرح المرأة بدعم ورعاية وزارة الثقافة المصرية، إلى جانب وزارة الشباب والرياضة، والاتحاد الأوروبى للمعاهد الثقافية (EUNIC)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والسفارات الأوروبية والعربية بالقاهرة، إلى جانب العديد من المؤسسات الفنية والثقافية مثل المجلس القومى للمرأة، قطاع المسرح، الهيئة العربية للمسرح، معهد ثربانتس، معهد جوته، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وغيرها.