خالد أبو بكر: مزاج ترامب يحكم العالم وخطته لغزة تحمل تهديدا لسكانها
قال الإعلامي خالد أبو بكر، إنّ شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومزاجه أصبحا عاملين مؤثرين على مستوى عالمي، لافتاً إلى أن مواقف البيت الأبيض اليومية باتت تُترجم إلى تداعيات على مناطق شتى من الكرة الأرضية.
وأضاف أبو بكر، خلال تقديم حلقة اليوم من برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أنّ ظاهرة تملق القادة والدول للولايات المتحدة وخصوصاً لترامب، والتعامل مع خطابه بتبجيل واستجداء الدعم، تحولت من ممارسة محلية إلى ما يمكن وصفه بـ«التطبيل الدولي»، الأمر الذي يمنح مزيداً من النفوذ لقرار الرئيس ويعظم آثاره.
وركز أبو بكر على خطة ترامب الخاصة بـ«إنهاء الحرب في غزة»، معتبراً وصف ما يجري في القطاع بـ«الحرب» مصطنعاً في سياق الخطاب السياسي، في حين أن الواقع يصف معاناة المدنيين ومشاهد التجويع والقصف اليومية.
وذكر، ثمة مناخاً يشرعن استخدام لغة التهديد المتصلة بالخطط الأميركية: إما قبول مبادرات واشنطن خلال مهلة محددة أو إعلان الدعم الكامل لإسرائيل لاتخاذ إجراءات إضافية، وهو ما رأى فيه أبو بكر مؤشراً خطيراً يحمل تهديداً فعلياً لسكان غزة المدنيين.
ونوه إلى أن الخطة الأمريكية الأخيرة لقطاع غزة التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، واصفًا خطابها وتوقيته بأنه يحمل تهديدًا واضحًا يلوّح بعودة العمليات العسكرية حال عدم استجابة الأطراف خلال مهلة محددة.
وأشار إلى أن لغة الخطة ومضمونها تبدو في كثير مما تطرحه كأنها تقيّم قيمة الضحايا بمعايير متباينة، حيث تُمنح الأولوية لقضية الأسرى الإسرائيلية بينما يظل مقتل مئآت الآلاف من الفلسطينيين أمراً ثانوياً أو هامشياً في طروحات المتفاوضين.
وتابع، أنّ المشهد الذي عرضه ترامب يضع الشعب الفلسطيني أمام إجبار اختياري بين قبول شروط مرهقة أو مواجهة احتمال تدهور إنساني أكبر، مشدداً على أن معادلات القوة على الأرض تفرض واقعًا قاسياً يستدعي حسابات عملية لا عاطفية.
ولفت إلى أن استمرار هذا النهج دون حلول جدّية سيجعل المدنيين هم الدافع النهائي لأثمان سياسية لا تراعي كلفة الدم والمعاناة.
وحذّر أبو بكر من أن الخطاب التهديدي القائم على «اقبلوا أو سندعم إسرائيل في خياراتها» يمهّد لغطاء دولي تَسهِم به الولايات المتحدة في أي تصعيد مقبل، وهو ما يعني بحسبه توفير غطاء سياسي لخطوات عسكرية قد تزيد من موجة القتل والتشريد.
واختتم بتأكيد أن المطلوب من قِبل الأطراف العربية والفلسطينية تحرّكًا عقلانيًا يحفظ الأرواح ويُحاول استثمار أي بند إيجابي في الخطة لصالح الشعب الفلسطيني، بدل رمي الأمور إلى المجهول.
اقرأ المزيد..