أوقاف الفيوم تعقد ندوة لترسيخ قيم الاحترام ومكافحة ظاهرة التنمر

عقدت مديرية أوقاف الفيوم، برئاسة الشيخ سلامة عبد الرازق وكيل الوزارة، ندوة علمية كبرى بمسجد التقوى، بإدارة طامية أول، تحت عنوان: "التنمر.. مفهومه وأسبابه وعلاجه".

يأتي هذا في إطار برنامج "لقاء الجمعة للأطفال"، الذي تنفذه الوزارة في المساجد الكبرى، بالتنسيق مع مديرية الأوقاف بالفيوم لنشر الفكر الوسطي المستنير والتصدي للفكر المنحرف.

 جاء ذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور أسامه السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وتحت إشراف فضيلة الشيخ سلامة عبد الرازق، مدير المديرية، وبإشراف من فضيلة الشيخ يحيى محمد، مدير إدارة الدعوة بالمديرية، وبحضور كل من فضيلة الشيخ معوض محمد، مدير إدارة أوقاف طامية أول، وفضيلة الشيخ محمد مختار، إمام المسجد، وعدد من العلماء والأئمة، والواعظة أميرة أحمد.

وجاءت الندوة الدعوية هذا الأسبوع في سياق جهود وزارة الأوقاف لغرس القيم الدينية والأخلاقية والوطنية بين الأطفال، خلال التوعية بخطر التنمر، وبيان أسبابه وطرق الوقاية منه، وتعزيز السلوكيات الإيجابية التي تحميهم من الانزلاق نحو مثل هذه التصرفات الضارة.

واستشهد العلماء خلال الندوات بقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ} [الحجرات:11]، مشيرين إلى أن هذه الآية الكريمة تمثل قاعدة قرآنية راسخة لغرس قيم الاحترام المتبادل بين الأطفال، وتعزيز السلوكيات الإيجابية، والابتعاد عن جميع صور التنمر والإساءة للآخرين، مع التأكيد على أهمية ترسيخ هذه القيم في سن مبكرة، من خلال خطاب ديني وسطي مبسط يناسب الفئة العمرية المستهدفة.

ويُعد "لقاء الجمعة للأطفال" أحد البرامج النوعية التي أطلقتها الوزارة لبناء وعي الأطفال علميًّا وشرعيًّا، وتحقيق التواصل المباشر معهم في المساجد الكبرى، بإشراف نخبة من الأئمة والدعاة المتخصصين.

وتؤكد المديرية استمرارها في تنفيذ هذه اللقاءات العلمية والتثقيفية أسبوعيًّا، بما يُسهم في بناء جيل واعٍ مستنير، يجمع بين القيم الدينية والانتماء الوطني.

العلماء: التنمر السلوك عدواني يهدف للإضرار بشخص آخر عمدا

وخلال الندوة أشار العلماء إلى أن التنمر سلوك عدواني يهدف للإضرار بشخصٍ آخر عمدًا؛ سواء كان العدوان جسديًّا أو نفسيًّا؛ وهو بهذا الوصف عمل مُحَرَّم شرعًا؛ وذلك لأنَّ الشريعة الإسلامية حَرَّمت الإيذاء بكل صوره وأشكاله؛ قال تعالى:﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58]، ويقول النبي(صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ؛ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا» متفق عليه.