رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

خالد صالح.. 11 عامًا على رحيل الشرير الطيب وصوت الحقيقة

بوابة الوفد الإلكترونية

في مثل هذا اليوم قبل أحد عشر عامًا، فقد الوسط الفني واحدًا من أبرز نجومه برحيل الفنان الكبير خالد صالح، الذي ترك وراءه تاريخاً فنيًا زاخرًا في السينما والتلفزيون، ورسالة إنسانية خالدة ما زالت حاضرة في قلوب جمهوره ومحبيه.

وكان غيابه خسارة كبيرة للوسط الفني، فهو واحد من القلائل الذين امتلكوا قدرة فريدة على تجسيد التعقيدات الإنسانية بأداء صادق وبصوت مميز جعل منه حالة خاصة في عالم التمثيل.

 

لم يكن طريق خالد صالح نحو النجومية تقليديًا، فقد بدأ مشواره من المسرح الجامعي، ثم انتقل إلى مسرح الهناجر قبل أن يشارك في مشروعات مستقلة، ورغم أنه دخل عالم الكاميرا في أواخر الثلاثينيات من عمره، إلا أن موهبته الفطرية سرعان ما صنعت له مكانًا متميزًا بين كبار الممثلين، ليصبح في فترة قصيرة واحدًا من أكثر الممثلين تأثيرًا في جيله.

تميز صالح في أدوار الشر التي جسدها بأسلوب مختلف، إذ لم يقدّم الشرير النمطي، بل منح شخصياته أبعادًا إنسانية جعلت الجمهور يكره الفساد لا الشخصية نفسها. 
ففي فيلم "تيتو" جسد ضابط أمن دولة فاسد، وفي "عمارة يعقوبيان" لعب دور الوزير الانتهازي، بينما قدّم في "هي فوضى" شخصية "حاتم" التي تحولت إلى رمز لسطوة السلطة وانتهاك الحقوق.

ومع ذلك، لم يُحبس داخل إطار الشر، بل أبدع في تقديم شخصيات رقيقة وعاطفية مليئة بالحب والحنان كما في "عن العشق والهوى" و"بطة بطاطس" و"عليا".

وإلى جانب أدواره المؤثرة، ترك خالد صالح بصمة قوية من خلال العبارات التي تحولت إلى أيقونات في ذاكرة الجمهور المصري، مثل قوله في "تيتو": "أنا بابا يلا"، وجملته في "حرب إيطاليا": "اهرب يا ياسين ربنا معاك"، وأيقونته في "هي فوضى": "اللي مالوش خير في حاتم مالوش خير في مصر"، وكذلك عبارته الشهيرة في "ملاكي إسكندرية": "فيه سبب تاني.. فيه سبب تاني".

رحل خالد صالح في عام 2014 بمستشفى الدكتور مجدي يعقوب للقلب في أسوان، بعد عملية جراحية دقيقة، تاركًا أعمالًا بارزة في ذاكرة السينما والدراما المصرية مثل: الجزيرة، تيتو، هي فوضى، عمارة يعقوبيان، سلطان الغرام، وفرعون.

وخلال مسيرته، حصد عددًا من الجوائز والتكريمات تقديرًا لموهبته الاستثنائية، منها جائزة أفضل ممثل عن فيلم "ملاكي إسكندرية" عام 2005، وجائزة أفضل ممثل دور ثانٍ عن فيلمي "تيتو" و"أحلى الأوقات"، بالإضافة إلى جائزة الإبداع الذهبية وشهادة تقدير من مهرجان الإعلام العربي عن دوره في "تاجر السعادة".

بعيدًا عن الأضواء، كان خالد صالح مثالًا للفنان الإنسان، إذ اعتاد على دعم الأعمال الخيرية وزيارة المؤسسات الخاصة بالأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدًا أن الفن ليس مجرد إبداع فني، بل رسالة إنسانية ومجتمعية.

وبعد مرور 11 عامًا على رحيله، يظل خالد صالح حاضرًا في ذاكرة جمهوره كرمز للفنان المختلف؛ الشرير الطيب، فارس الأدوار الصعبة، وصوت الحقيقة في زمن امتلأ بالزيف، وستظل أعماله خالدة تشهد على موهبة نادرة وحضور لا يزاحمه فيه أحد.